مغامرات في ارض الجن

1.1K 29 3
                                    

الجزء الرابع
(الجزء)04

خارت جميع قوى عشتار من المشي تحت شمس الصحراء المحرقة وكان الظمأ قد أحرق جوفها لكن وسط هذا الحر الشديد لاحظت أن جرح النسر قد بدأ يلتأم شيئاً فشيئاً وهذا ما اعطاها املاً في الاستمرار الا انها غدت تمشي بمعدل خطوة في الثانية من شدة التعب
توقفت فجأة تنظر يمنةً ويسرة ماتدري عما تبحث فقط لتلتقط انفاسها وحين اعادت نظرها للأمام لاحظت شيئاً من بعيد بدا وكأنه شجرة
"إن كانت توجد شجرة حقاً فلابد من وجود الماء"1
وجود خيال شجرةٍ من بعيد اعطاها قليلاً من الأمل فغدت تشد الخطى1
" ما أظنها إلا سراباً ولكن ليس لدي أمل غير هذا السراب سأتبعه أما أن أصل للماء أو أن أكون تقدمت لمبتغاي"
كلما كانت تمشي كانت الشجرة تكبر والمسافة بين خطوات رجلاها تكبر وسرعتها تزيد
أخيراً وصلت للشجرة وأخذت تبكي من الفرح من غير دموع حين وجدت بئراً بجانب تلك الشجرة
" الشكر لك يارب أرجو أن يكون به ماء"2
اقتربت من البئر وسحبت الحبل المعلق به إلى ان اخرجت دلواً مليئاً بماء عذب
" يالله الشكر لك"
كادت ان تشرب ولكنها تذكرت حبيبها
" لابد انه عطشان مثلي ترى هل يستطيع ان يشرب؟"3
قربت الماء من منقاره لكنه لم يشرب فقامت بفتح منقاره قليلاً ولكنه لم يشرب ايضاً فما كان منها إلا ان وضعت قليلاً من الماء لتبل لسانه به عل هذه القطرات تصل جوفه
كررت هذه العملية عدت مرات إلى أن اطمأنت انها ادخلت قليلاً من الماء في جوفه ثم جلست مستندة على الشجرة واخذت تشرب بنهمٍ شديد
كان الماء بارداً جداً لدرجة انها شربت الدلو كاملاً من حلاوته2
" الحمدلله ما ألذ هذا الماء، مسكينٌ من مات عطشاناً في حر صحراء"2
بعد ان استعادت نشاطها وحيويتها همت بالنهوض لملأ الدلو مرةً اخرى لتحمله معها في مسيرتها وحين كانت تسحبه سمعت صرخةً مفزعة من شدة الفزع سقط الدلو من يدها في البئر2
نظرت وراءها باتجاه الصوت لتجد أن الشجرة قد بدأت تتحول لعجوز شمطاء مخيفة ذات شعر طويلٍ جداً كان المنظر جداً مفزع1
ارتعدت فرائصها واصيبت برجفةٍ شديدة ولكنها اسرعت لحمل نسرها وانطلقت هاربة
سمعت صوتاً من ورائها وهي تركض
"كيف تجرأين"2
"كيف تجرأين"
أخذت تركض وهي ترتعد خوفاً ولكن دون جدوى فقد أحاط بها شعر ابيض يابس كأنه كان يركض معها التف حول رجليها وأسقطها أرضا حتى انفلت النسر من يديها وسحبها ذاك الشعر الى ان اعادها لتلك العجوز2
كانت تلك هي "السعلاة" فصيلةٌ من الجن تسكن القفار والصحاري على هيئة امرأة عجوز ذات شعر ابيض طويل يابس وفمٍ دون أسنان فقط نابان طويلان وعينان مخيفتان كعينا أفعى تقتل الانسان خنقا وتأكله1
طوقت يداها ورجلاها وبطنها ورقبتها وعشتار ترتجف خوفاً وقد أيقنت أنه لاسبيل للفرار أو القتال هذه المرة1
صرخت السعلاة: كيف تجرأين1
تشربين من مائي دونما استئذان1
تسرقين دلوي1
وتهربين دون اعتذار
قد جنيتي على نفسك ايتها الإنسية الحقيرة1
ورفعتها عاليا ورطمت بها الارض بشدة
اصيبت عشتار بدوار في رأسها مع ألمٍ شديد ونهضت بصعوبة وهي تترنح1
فطوقتها السعلاة مرةً اخرى ورفعتها مقربةً إياها
عشتار وهي ترتعد: أرجوك سامحيني قد كنت عطشى وكدت أموت ولم أعلم أن هذا البئر يخص أحداً1
السعلاة: ستموتين الآن ولكن علي أن اتأكد ان موتك سيكون مصحوباً بألمٍ شديد هذا جزاء من يتجرأ على مائي2
عشتار: الرحمة أرجوك لم أكن أعلم أن هذا ماؤك سامحيني أرجوك أنا آسفة
السعلاة: لااااااا2
لاينفع الندم الآن ستدفعين حياتك ثمناً لحماقتك وجرأتك
وأخذت تخنقها
السعلاة: إن كان مائي قد روى عطشك فجسمك النحيل سيسكن جوعي1
واخذتها تخنقها بشدة حتى كادت عشتار ان تموت1
عشتار: أرجوك اتركيني أعيش أنا أمٌ لطفلتان ولدي زوجٌ مريض1
ضحكت السعلاة ضحكاً شديداً وقالت: هل تظنين أني سأرثي لحالك .. يالك من غبية1
عشتار: أرجوك ان كان هناك ما استطيع عمله للتكفير عن خطأي فأنا مستعدة ولكن لاتقتليني أرجوك
السعلاة: ليس لديك شيء يمكن أن استفيد منه سوى ان تكوني وجبة غدائي هه1
عشتار: سأطعمك إن تركتيني أعيش متى ماحضرتي لعالم الإنس سأعطيك كل مالذ وطاب كل يوم سأكون لك خادمة
السعلاة: لا أريد طعامك أو خدمتك لكن إن كنت تريدين الحياة سأتركك تعيشين بشرط واحد
أنزلتها على الأرض أخيراً
أخذت عشتار تلتقط أنفاسها واضعةً يديها على حلقها من الألم وأحست بقليل من الأمل
عشتار: أشكرك أيتها المرأة الطيبة سمي شرطك وسأنفذه مهما كلفني الأمر
السعلاة: هل انت متأكدة؟؟
عشتار: نعم بالطبع سمي ماشئت فقط اتركيني اعيش

عشتار وجلجامشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن