الجزء السابع
(الجزء)07بعد أن التحم الجيشان في المعركة سقط ياحين الذي كان له دور كبير في تثبيط معنويات العدو ورفع معنويات جيشه وقتل قائد ميمنة جيش طنطل الأسد الأمرد مُرة
لحسن حظه كان السهم الذي أطلقه عليه القعقاع لم يصب مقتلا مع أن القعقاع معروف بدقة التصويب
أخذه اثنان من الجنود لمؤخرة الجيش مع الحاشية الملكية ووضع أرضاً ممدداً ليرتاح وكان قريباً من عشتار
مع ان عشتار كانت معصوبة العينين إلا انها كانت تسمع مايجري حولها من الحاشية الملكية الذين يتحدثون فيما بينهم
عشتار: أحسنت ياياحين
أقصر ياحين طرف عينيه لاخوفا بل تأدبا وقال: بل أحسنت يامولاتي فأنت من أحضر لنا جلجامش سالماً من عالم الإنس لعالم الجن إن هذا لعمل بطولي وشجاع
كان ياحين هو أول من دعا عشتار بمولاتي حتى أثار استغراب من حوله ينبههم بأنها زوجة أميرهم
سرعان ما علا صوت ضربات السيوف وحمي وطيس المعركة إذ كان الجيشان مشحونان مايكفي بعد الاستعراض الذي بذله ياحين
كان جلجامش منقضاً عليهم كالباشق يفتك ويبطش بكل من يقابل بسيفه الصاعق
كذلك هو طنطل الذي اخذ يمزق في الجن ويقطعهم إرباً بسيفه الناري بغضبٍ شديد حتى غدا الجن يهربون منه
فجأةً واذا بكرة كبيرةٍ من اللهب ضربت طنطل وقذفت به بعيداً
كان ذلك هو وحيد قرنٍ ضخم جداً جداً مربوط به منجنيقان عن يمينٍ وشمال(المنجنيق هي آلة حربية تستخدم لقذف الحجارة والسهام وكل مايمكن قذفه بواسطة ذراع فيه كفة يتحرر تحت ضغط فتل الحبال) وفوق ظهره اربعة من الجن بذخيرتهم يشدون المنجنيق ويضعون به الكرات ويشعلونها ثم يقذفون بها
اخذ وحيد القرن يركض بسرعةٍ جبارة ويصول ويجول داخل جيش العدو قاذفاً كل من يقابله بقرنه الفتاك ومن فوقه من الجن يقذفون بكرات اللهب أيضاً بواسطة المنجنيقان كان وحيد القرن هجوما جيدا لخلخلة صفوف جيش العدو
فجأةً وإذا بيدٍ كبيرة من يسار وحيد القرن امسكت به من الخلف من قرنه وهو يركض حتى اعوجت رقبته وانقلب بعد ان قام بعرقلته صاحب تلك اليد
كان ذلك هو طنطل عاد يرد الضربة التي وجهها له وحيد القرن
اصبح وحيد القرن منقلباً على ظهره والجن الاربعه محصورون تحته يحاولون الخروج وهو يحرك رجليه محاولاً النهوض مرةً اخرى ولكن طنطل طعنه بسيفه الناري في بطنه وبقر بطنه واشتعل وحيد القرن ناراً من حرارة سيف طنطل حتى غدت امعاؤه كأنها حِممٌ بركانية احرقت من كان تحته من الجن
في نفس الوقت كان هنالك جني من جيش طنطل بشكل اخطبوط كبير له ثمانية عشر ذراعا مدببة بمخالب سامة وطويلة تسعةٌ أذرع بها سيوف وتسعةٌ بها رماح وله ثمانية أرجل كأرجل العنكبوت1
دخل هذا الجني الرهيب في نصف جيش جلجامش واخذ يفتك بالجن ويحاصرهم بأذرعته يقذف بجني ويعصر آخر وحينا يبتلع و حينا يقاتل بسيوفه ورماحه
استنجد الجند بجلجامش لمجابهة هذا المسخ فشد عليه جلجامش مسرعاً
امتدت ذراع من أذرع الاخطبوط مسرعة تحمل رمحاً تجاه جلجامش تريد ضربه لكنه كان أسرع من تلك الذراع فضربها بسيفه وقطعها
لكن المفاجأة كانت حين سقطت تلك الذراع تحولت لأفعى عمياء تجري خلف جلجامش اما المكان الذي قطعت منه خرج منه ذراعان
اخذ جلجامش يحارب هذا الوحش الرهيب كلما قطع ذراعاً تحولت لأفعى وخرج مكانها ذراعان واصبحت الأفاعي حوله تلتف على جنده وتعصرهم
كان هذا الاخطبوط من اقوى اسلحة جيش عيقم اذ ارسله مرة من المرات للإفناء قبيلة كاملة نظرا لضخامته وكبر حجمه وقوته والسم الذي يسري من مخالب أذرعته واستحالة قتله
اخيرا استطاع جلجامش الامساك باحد أذرع الاخطبوط وسحبه بشدة واخذ يدور به لكن لسوء الحظ لم ينتبه للمخالب السامة في تلك الذراع التي انغرست في كفيه وامتد السم في يديه واصيب بشلل فيهما
شلت يدا جلجامش واحاط به الاخطبوط من كل جانب فما كان من جلجامش الا ان طار عاليا لكن الاخطبوبط ضربه على رأسه ضربة بذراعه رطمت به الارض أصيب جلجامش بدوار شديد ليس من قوة ارتطامه بالارض لكن من السم الذي انتشر في جسده
اخيرا اطبق الاخطبوط على جلجامش بفمه الكبير وابتلعه
صرخت احدى ابنتا جلجامش: أبيييييييي واويلتاه ابتلع الاخطبوط ابي
واخذت الاخرى تصرخ و تبكي
احتضنت عشتار ابنتيها وصرخت بهلع شديد: ياحين افعل شيئا ارجوك
اراد ياحين النهوض لكن يبدو انه هو الآخر كان مسموما من ذلك السهم الذي رماه به القعقاع
امسكت عشتار بكلتا ابنتيها
والدمع كان قد انهمر من عينيها
من تحت تلك العصبة
ما أن رأى ياحين تلك الدموع تلمع فوق وجنتيها الحمراوتان حتى أصيب بقشعريرة في جسمه كله وحرارة في وجهه و أسر في نفسه “يالها من جميلة أو أنها قد تكون ساحرة فعلا كما اشيع عنها إن كان هذا فقط مافعله بي دمع عينيها فكيف ان رأيت عينيها حقاً”
أحس ياحين بتأنيب الضمير إذ كان ينظر لزوجة أميره وصديقه وهو قد يكون ميتاً
“لابد انها ساحرة”
أشار ياحين لأحد الغيلان وامره ان يذهب لنجدة جلجامش بسرعة
وصل ذلك الغول بسرعة للاخطبوط لكن الاخطبوط وكأنه أصيب بنوبة غضب إذ أطبق بجميع أذرعه على ذلك الغول ورفعه عاليا مقطعا أجزاء جسمه كل جزء في ذراع
أصبح الاخطبوط كالمجنون يهجم على جيش جلجامش واخذ جيش طنطل يصرخون بهم أن يستسلموا اذ انهم يحاربون دون قائد الآن
أنت تقرأ
عشتار وجلجامش
Hororهذه القصه لمحبي الرعب فقط رجاءا لو تخاف لا تقرأ هذه القصه بعد منتصف الليل او في الليل تحديدا وشكرا وارجو منكم الدعم