الفصل الثاني والعشرون.

1.7K 78 11
                                    

دخول الشُرطة لهذا المكان، جعلهم جميعًا في حالة من الخوف والذُعر، نطق الظابط بنبرة صارمة وهو يرفع سلاحه في وجههم

-محدش يتحرك من مكانه، المكان كله مُحاصر، فالبذوق كدا كُله يسلم نفسه ..

شعر حينها لُطفى بالخوف والقلق، وأنها بوادر النهاية لذا ففي لحظةٍ واحدة ضغط علي الزر الموجود في عرض الحائط لتُغلق الاضواء ويعم الظلام، وركض بعدما أخذ حقيبة المال وفر هاربًا، ولكن قُصي كان أسرع منه وركض ورائه في اتجاه وصدر الطلق في جميع أنحاء الغرفة مابين الشُرطة ورجالة لُطفى.

خرج لُطفى للنور من الطريق الخلفي وهو يعرج بقدميه، بينما ركض قُصي خلفه وهو يحمل سلاحه وبدء ينزف مجددًا بسبب الحركة الغير مرغوبة في مثل هذا الوقت الذي يجب عليه أن يرتاح، بدء يشعر بالدماء تنسحب منه وشعور الضعف يسيطر عليه، في النهاية هو إنسان لن يتحمل اكثر من طبيعته ..

لكنه شجع نفسه علي استكمال الركض خلف لُطفى.. من أجلها فقط، لأجل انقاذها.

رفع سلاحه بحركة قوية وهو يطلق النار علي لُطفى الذي تفادها وهو يركض قائلا بضحك وهو يلهث من شدّة الركض

-مش هتموتني برضو، مش هديك الفلوس يا أنا يا الفلوس دي.

اردف قُصي بإصرار رغم تعبه

-يا أنا يا أنت يا لُطفى الكلب.

وبالفعل استطاع قٌصي تلك المرة ان يضربه بالنار في قدميه طلقة ليقع أرضًا بتعب وهو يصرخ اقترب منه قُصي بغلٍ وصفعة بكٌل قسوة والاخر يصرخ، فقال

-الالم دا علي خيانتك ليا، واللي حصلي وحصل لأهلي.. ازاي تتجرأ وتدخل بيتي وتموت علياء..

ابتسم لُطفى ببرود وهو يلهث بتعب

-و.. كم..ان قتلت مراتك، الخاينة.

اظلمت عينيه بغضب شديد

-خانوني إزاي .. انطق تعرف إيه؟

قالها وهو يصفعه مرة اخرى والاخر يلهث بتعب

-علشان بس.. تعرف انك مُغفل كبير أوى ياقُصى، أكبر مُغفل في حياتي كُلها، انت عارف اني وراء دا كله اخوك اللي من لحمك ودمك، وهو السبب كمان في ضربك بالنار يوم فرحك..

رمقه قُصي بوجع ودموع آبت ان تهبط لاخر لحظة، ابتلع ريقه قائلا

-رفيف فين؟ عارف لو حصلها حاجة؟ مش هيكفيني فيك إني اقتلك، هدوقك العذاب الوان زي ما انا دوقته بإيدي.

-متخافش علي حبيبة القلب، خطفتها وسابوها في المخزن، بس زمان ابن عمها خدها، زي ما شفيق أبو النجا أتفق معايا.

تركه قُصي بصدمة وهو يردد بلا وعي

-محمود؟!

ملس علي وجهة بغضب شديد وقد جاءت في خاطره فكرة زواجه منها بعدم الرضا او حتي حاول الاقتراب منها، غلت الدماء في عروقة حينها وشعر بكثير من الغضب والغيرة، نهض بقوة وهو يجر لُطفى الذي يعرج بتعب قائلا

أشواك الغرام "مُكتمِلة".حيث تعيش القصص. اكتشف الآن