الفصل الرابع والعشرون.

1.8K 83 10
                                    

مرٌ الليل بحلوه ومُره علي الجميع، وكانت رفيف غارقة في نومها بأرهاقٍ وتعب بينما قُصي ظل مُستيقظًا تارةً يُراقبها،  وتارةً ينِظُر امامه حتي سطعت الشمس علي السيارة الخاصة بهم وهم كانوا قد وصلوا بالفعل الي الحارة  وفضّل قُصي ان يقف بالسيارة في الامام حتي تستفيق اولاً، نظر لها قائلاً بتذمر:

-رفيف  إصحي بقي مش معقولة دا كٌله نوم .

فتحت عينيها برفقٍ وهي تتثاوب وتفركهما معًا بإرهاق قائلة:
-لحقنا وصلنا؟

-نعم.. دا احنا بقالنا تلات آلاف ساعة في العربية، وانتِ نايمة وسيباني قاعد كدا .

-أعملك إيه يعني هديك الرضعة مثلاً انا مكونتيش بنام الفترة اللي فاتت دي كٌلها، تعبانة ومحتاجة ارتاح.

-رضعة!

تابع وهو يمط شفتيه وأمد انامله يمسك بيديها الصغيرتان بحنو:

-حقك عليا علي الليالي السوداء اللي عيشتيها دي خلاص انا رجعت ومفيش حد هيمس شعرة منك تاني وانتِ خلاص هنا في آمان، انا جنبك يعني.

بربشت بعينيها في توتر وهي تسحب كفيها عنوة قائلة بصرامة قبل أن تضعف:

-لو سمحت متمسكش إيدي تاني مش من حقك.

تابعت وهي تنظر حولها:

-هو البيت لسه موجود ؟

-أيوة البيت والمحل موجودين زي ما هما رفضت حتي إني أهلي ياخدوا الشقة بتاعتك، وسكنوا عند البيه إسلام لحد ما تلاقي بيت تاني.

تنهدت وهي تقول بضيق:

-ممكن كفاية كلام عنه بقي، علي فكرة هو مش في دماغي.

-لاء والله، انا مش هنسي انك سيبتيني عشانه وفضلتيه عليا، مع إني عارف انه مش هيبصلك بعد جوازك من محمود .

-ليه مثلاً أتعايب؟

-معرفش.

قالها ببرودٍ فضغطت علي شفتيها بعصبية قائلة:

-طب عن اذنك هسيبك تروح لمراتك وابنك.

صمت قُصي ولم يتحدث، ف اشاحت هي بوجهها الناحية الاخري وهبطت من السيارة راقبها برفقْ وهي تدلف الي البناية وتتابعه بنظراتها وبداخلها نارًا تتأجأج بعنفوان بدافع غيرتها عليه، وما زال الطريق بينهُما مُستحيلًا ، طريق غرامهم مليء بالكثير من العقبات والأشواك .

وصل قُصي الي بناية إسلام وهو يرمقها بقرفٍ، فهو مازال لا يطيقه ويغار منه وبشدة، دق الباب لتفتح له شقيتقته ميادة التي صرخت بفرحة وهي تقترب منه باكية بسعادة ضمها الي صدرة مبتسمًا وهو يُملس علي ظهرها بحنان قائلا:

-القردة اللي وحشتني عامله ايه..

قالت وهي تبكي:

-حمدالله علي سلامتك يا قُصي بجد وحشتني اوي كُنت هموت واشوفك امبارح بس مجتش.

أشواك الغرام "مُكتمِلة".حيث تعيش القصص. اكتشف الآن