البارت 5

20 0 0
                                    

استيقظت على صوت هاتفها و هي تكاد تستطيع فتح عينيها
مدت يدها واجابت على الهاتف من دون ان تفتح عيناها
- الووو " بصوت ناعس"
- صباح الخير ايتها الاميره النائمة
- من معي؟ " وهي تنظر الى الساعه انها 6:00  صباحاً"
- انا علاء
- اهلاً علاء ، ماذا هناك؟
- لا شيء فقط اردت اخبارك انه قد تم تأجيل السفر
- ممممم حسناً .... " بعد بضع ثواني استوعبت ما قاله وانتفضت من مكانها "  ... لماذا؟ لماذا؟
- لم استطيع انهاء عملي بامكانك ان تأتي الى الشركه بدوام عادي
- حسناً الى اللقاء
القت الهاتف على السرير " تباً " نظرت الى المرآة  " انا لا اريد رؤيته في الواقع لقد اشتقت الى البلاد لا اكثر " كانت تحاول اقناع نفسها بذلك الكلام
نهظت من سريرها بخطوات ثقيله
رشت بعض الماء على وجهها علها تستوعب ما حصل
نظرت الى المرآة فوجدت أنثى يائسة ، عاشقة ، مستاءة ، مشتاقة
اتعبها الحنين والفراق
انه حكم بالاعمال الشاقة مدى الحياة
هزت رأسها محاولة طرد كل تلك الافكار المتعبة
ثم قالت متحدثة الى تلك الفتاة العاشقة الغبية
" لم كل ذلك الحزن ؟ هو من القى بقلبك و قام بتحطيمه و تحويله الى فتات ؟ لم كل ذلك الحنين ؟ هل جننتِ لتشتاقي الى صاحب المشاعر الباردة ؟ اين كبرياءك ؟ اين كرامتك ؟ "
نظرت الى مستحضرات التجميل و بدأت بوضع الماكياج ربما لتخفي ذلك الضعف
انتهت من وضع مساحيق التجميل نظرت الى المرآة نظرة اخير مبتسمة
نجحت باخفاء الالم و الضعف
ذهبت الى خزانة ملابسها
اخذت قميصاً وردي اللون و بنطال جينز فاتح بلون بحر عينيها
قامت بارتداء ملابس الفرح و قد خلعت ملابس الحزن لبعض الوقت
بعد انتعال ذلك الحذاء الازرق ذو الكعب العالي اصبحت فاطمه جاهزه اخذت كل ما يلزمها من ملفات ومخططات و هاتفها و حاسوبها الشخصي و قلبها او ما تبقى  منه نظرت نظره اخيره لتتأكد من انها لم تنسى شيء لكنها لم تنتبه انها نسيت ان تحتسي قهوتها الصباحية
خرجت من منزلها وركبت سيارتها  لتتذكر انها لم تشرب قهوتها
=====================
في مكان اخر تحت سماء اخرى
بعد ان ارتشف قليلاً من القهوة وجد هاتفه الصغير قديم الطراز يرن معلناً تلقي اتصال هاتفي من هيثم 
- صباح الخير
- صباح الورد
- كيف حالك ، علي
- بخير ، ماذا عنك؟
- بأفضل حال ، علي هل تذكر تلك الفتاة سورية الجنسية اللتي كانت تسكن بجانب بيتكم تدعى فاطمه؟
توقف قلبه عن النبض عند سماع اسمها
ذلك الاسم ايقظ كل المشاعر اللتي كان يحاول دفنها حية  تحت تربة الكبرياء
احس انه قد تلقى صدمة كهربائية اعادت قلبه للحياة بعد توقف عاطفي لسنين طويله
- نعم ، نعم اذكرها .. ما بها؟
- لا شيء ولكنها سوف تأتي الى هنا
- مستحيل! هي قالت قبل ذهابها الى لندن انها لن تعود ابداً
لم يصدق تلك. الفكره
فكرة عودتها اليه
عودتها الى قلبه
انها فرصة لا تتكرر
- بلا سوف تأتي من اجل عمل تعال الي و سأعلمك بالتفاصيل
- وما علاقتي انا بها؟
- سوف نعمل سوياً لفتره ، هيا تعال اني بانتظارك
- حسناً انا قادم
احس بان قلبه عاد للعزف ولكن هذه المره سيعزف لحناً على اوتار العشق
سيحاول اقناعها بالعودة اليه
لقد اشتاق اليها و لحديثها و لعيناها و كل تفاصيلها البريئه الخاليه من شوائب الحياة ... ولكن!!!!!!
ماذا لو كانت قد تزوجت من رجل اخر
او ان قلبها نسيه و بدأ بالعيش في قلب اخر
اخذ هواتفه الثلاثة و علبة سجائره وذهب بسرعه متجهاً الى منزل هيثم
=====================
علاء جالس في مكتبه منهمك في عمله
وفجأة تذكر ان له صديقاً في تلك المنطقة
ففكر بانه لا مانع ان يهاتفه للاطمئنان عن اخباره و التأكد من انه مازال في تلك المنطقة
- كيف حالك
- اهلاً اهلاً حضرة المحامي
- ما بال صوتك يبدو بعيد عن الهاتف
- نعم انا اقود السياره ولكن لا تقلق استطيع التحدث
- حسناً ، اين انت ؟
- في المنطقة ماذا عنك؟
- انا بصدد زيارة قريبة لكم
- ماذا قلت؟! هل تمزح ؟!
- انا لا امزح يا صاح لقد وقعت الشركه عقد مع احد رجال الاعمال عندكم ان تستثمر ارضه في بناء قرية سياحيه لذلك انا سآتي لاتمام بعض العقود
- اهلاً وسهلاً بك ، متى سوف تأتي؟
- سآتي مع مهندسين اثنين في موعد قريب ربما غداً
- وانا بانتظارك لقد اشتقت اليك كثيراً
- انا ايضاً ، اراك قريباً
اغلق الهاتف و ابتسم قائلاً " كم احب الحديث الى هذا الشاب "
ولكن هذا الشاب سيكون الد اعداء علاء مستقبلاً
==================
انهت نهار دوامها انها الساعه 3:30 بعد الظهر
جرت قدماها بثقل نحو باب المكتب ولكن تفاجأت بدخول محمد
- الى اين؟
- الى المنزل انا متعبة
- هل انت مريضة؟ سآخذك الى المستشفى انت لست بخير
- احتاج فقط الى الراحة
- حسناً انا سأوصلك
ما كان منها الا ان توافق لانها تعلم جيداً انه سيوصلها بالقوة اذا رفضت
ان خوفه عليها يفوق كل شيء
خوفه من ان تعود الى ما كانت عليه من بؤس و حزن

استلقت على اريكة في زاوية غرفتها
" لماذا كل ذلك التعب ..، لماذا كل ذلك الحنين اللذي القى بها في بحر الكآبة"
استيقظت من افكارها على صوت هاتفها
نظرت اليه ... انه بعيد جداً
قامت بخطوات ثقيله ،، وصلت اخيراً الى طاولة الملقى عليها جميع اغراضها و من بينها هاتفها
- الو
- اين انتي؟
- في المنزل
- افتحي لي الباب
- انت هنا؟
- اجل
نزلت على درج المنزل الروماني التصميم متجهة الى الباب مدت يدها بثقل و ادارت مقبض الباب
ففتح الباب هو
عندما رآها
شعرها المنسدل على كتفيها
عيناها المتعبتان
ارتمت في حضنه فاقدة الوعي
جن جنونه لم يستوعب ما حصل
هي ملقاة بين يديه لا يعرف ما يفعل
حملها و ذهب بسرعه الى السياره وضعها في الخلف و قاد سيارته بأقصى سرعه
وصل الى مبنى المستشفى و بدأ بالصراخ
" اين الاطباء احضرو نقالة "تم اخذها الى قسم الطوارئ
تم استدعائه لجمع بيانات المريضة
تقدمت احدى الممرضات ومعها استمارة تسجيل
- ماهو اسم المريضة ؟
- فاطمه عبدالله
- كم عمرها؟
- 26 سنه
- ماذا حصل معها ؟
- لا اعلم كانت متعبه  ولكن لا اعرف مما كانت متعبة
- حسناً شكراً لك
ذهب لرؤيتها كانت نائمة
ضل يتأمل وجهها البريء ، يكاد يجن
يريد ان يعرف ماللذي اتعبها هكذا
فتحت عيناها ببطء نظرت حولها محاولة استيعاب المكان
نظرت الى محمد فابتسمت
- مازلتي تعملين ، انك فقط بحاجة الى قليل من الوقود
ابتسمت قليلاً اغمضت عينيها و فتحتها
- هل انتي بخير
- نعم اظن ذلك
- هل انتي مجنونه كيف بقيتي بلا طعام يوم كامل
- لم انتبه لذلك
- الم اقل لك انك مجنونة ‏ما الذي حصل لك
- ‏لا اعلم  أهو الحنين الى الماضي ام الخوف من المستقبل
-  ماذا تقصدين؟
- لا شيء
ذهب كل من محمد وفاطمه  الى منزل فاطمه وضعها على الاريكة في صالة المنزل و ذهب الى المطبخ ليعد لها بعض الطعام و لكنه عندما اتى لها بالطعام تفاجأ بأنها نائمة
جلس الى جانبها ارضاً و تأمل وجهها
" ما ذنبك في ان تحضي بهذه الحياة  عندما فقدتي عائلتك في هذا المنزل ، عندما عشقت شاباً لا يعرف شيئاً عن الحب و عندما قررتي الا تعودي اليه و تحملت عناء العيش في منزل حدثت به ابشع جريمة قتل فقدتي بها اعز ما تملكين اتى قدرك ان ترجعي ادراجك ان تذهبي الى جحيمك "
غلبته الافكار و نام واضعاً رأسه الى جانبها على الاريكة و جسده كان على الارض

فاطمة و علي Where stories live. Discover now