~19~

115 30 12
                                    

~هيذر~


- لقد عدت!

نادت "هيذر" فور دخولها البيت، ثم أنّبت نفسها في عقلها عندما تذكرت أن شقتهم صغيرة وأن الصوت ينتقل فيها دون أن يخفت ولو قليلًا. وضعت "هيذر" كيس البرتقال الذي أعطتها إياه "بام" ثم سارت برفق دون إزعاج نحو غرفة "لوك"، طرقت الباب ثم فتحته وأطلت برأسها.

- أهلًا بعودتك "هيذر"!

حياها "لوك" بحماس وصوت ثخين قليلًا بسبب الزكام، لكنه بدا في حال أفضل من مساء الأمس بكثير. كان جالسًا على السرير متكئًا على وسادتين بينما يركز كل قواه العقلية في لعبة في هاتفه المحمول، جعل ذلك المنظر "هيذر" ترتاح كثيرًا؛ فقد تحول زكام "لوك" البسيط لالتهاب رئوي، وبالأمس كانت حرارته مرتفعة جدًا، لدرجة أن المسكن لم يفلح في تخفيضها لأكثر من بضعة ساعات، واضطرت هي وأبوها للتناوب على مراقبته ورعايته طوال الليل.

كل ذلك كان أهون من أن يصاب "لوك" بأزمة تنفس، لأن إصابته بالربو تجعل الزكام البسيط يصير مرضًا قاتلًا، وذلك كان يرعب "هيذر" كثيرًا...

ويضيف المزيد من المسؤوليات لعاتقها.

ابتسمت "هيذر" بارتياح ودخلت الغرفة وهي تقول:

- تبدو بحال أفضل، هل أحضّر لك شيئًا لتتناوله؟

- لا، شكرًا.

ردّ دون أن يبعد عينيه عن الهاتف، أضاف:

- حضّر لي أبي حساءً كثير البصل وخاليًا من الملح، لكنني كنت جائعًا وتناولت منه أكثر مما توقعت.

انتبهت "هيذر" عندئذٍ للزبدية الصغيرة على الطاولة بجانب سرير "لوك"، سألته بانبهار:

- كم زبدية تناولت؟

- واحدة.

مطت "هيذر" شفتيها في إحباط، ثم قالت بحزم:

- هذا غير كافٍ! سأحضّر لك شيئًا ما وستتناوله كله! وإلا فلن تتحسن صحتك.

- لا، أرجوك! أنتِ ألطف من أن تجبريني على هذا.

- لا تحاول.

خرجت "هيذر" وتركت أخاها مسدود الشهية كئيب الملامح خلفها، أخذت حمامًا سريعًا ثم ذهبت للمطبخ لتحضير الغداء، وجدت الحساء الذي تحدث عنه "لوك" على الموقد، ووجدت طعمه سيئًا فعلًا، لكن أباهما ليس طباخًا مريعًا، القليل من الملح والحليب وبعض البهارات كانت كافية لتحويل الحساء لشيء ذي طعم محترم. بعد ذلك خلطت "هيذر" بعضًا من البرتقال وحضرت سلطة بسيطة، وفي ربع ساعة كانت قد انتهت من تحضير وجبة الغداء.

جهزت "هيذر" طبقين من كل شيء وتركت حصة أبيها مكانها، فهو اعتذر عن الذهاب للعمل في الصباح لذلك سيعوض ما فاته في الدوام المسائي. دعت "هيذر" ألا تغريه العودة متأخرًا لزيارة مشرب ما، يكفيها مرض "لوك" وواجباتها المدرسية، وليست مستعدة لتحمل شيء آخر.

غرفة دردشة بعنوان «تعالوا نحتفل!»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن