سُكارىٰ الوجُود| VK

خَيط

اُولمافيوس: تاي
بِيلّيارسو: كُوك
*السَّرد قديم
___________________

وبذاتِ القُوة الَّتي يُحييّ بِها، كَانت كلُّ الأزهَارُ تَموتُ لَو اتصلَ بِها اتِصالًا مُباشِرًا...تَسأل اُولمافيُوس الكَبيرُ عَن هَذا لَكن الصَغِيرُ ذُو السبعِ أعوام كانَ مرعُوبًا وهَلُوع،

حَيثُ أبصرَ بعَينيهِ المُنصدمَتَينِ استحالَة بُتلة الزَهرة الحَمراء والنابِضَة بالحَياة، إلىٰ أُخرىٰ مُتجَعدة هَشّة، وباهِتَة...خَالية مِن أيِّ مَعنىٰ ولَون، كالمَرضِ حينَ يَمتصُ نَضارة الإنسانِ ويَتركهُ واهيًا عَلىٰ الفِراش.

ولَفَ برَأسِهِ الصَغير يُطالِعُ نَظراتِهِم المُتَحَيِّرَة الَّتي أكلَّت بِه، لَم يَعِ عَلىٰ صَدمتِه حَتىٰ فُوجِئَ بكَفٍ استقَرَ علىٰ خَدِه مِن مَارِيسا الغَضُوب، والَّتي امسَكتهُ مِن كَتفيهِ وصَرَخت بِه
"أتعلَم بأن الزَهرة الَّتي افسدَتها بطرِيقةٍ مَا كانَت تُسَمىٰ بالأحمَرِ الوَسِيط!، والَّتي رَغِبتُ بِها منذُ أربعِ سِنين! لكَونها نادِرَةً جِدًا!، واللعنَة ألا تُجِيدُ شَيئًا سِوىٰ التَخريبِ، مافيُو!"

اغرُورقَت عَينا الصَغِير بالدُمُوع، لَم يكُن بقَصدهِ افسادُ شَيء، هُوَ كان فَرِحًا لفَرحتها، لَكنهُ طالَع والدَيه يَرجو أن يتقدَم أحدٌ مِنهُم ويُعاتِبُها أو يَحضنُه، لَكنهُم خَذلاه، حَتىٰ إنَّهُما لَم يُحَرِكا ساكِنًا،

أَحَس مافيُو بالخُذلانِ مَرةً تلوَ الأُخرىٰ لَكنها كَانت الأقسىٰ عَليه آنذاك، وَاتضَح لَهُ الفَرق بينَ مُعاملَتِهم لَه ولماريسا، مَع هذا لَم يستَطِع أن ينفُرَ مُنهُم..كانَ يَكرهُ يَومَهُ فحَسب..

أخفَضَ رَأسَه لكَي لا يَلحظ أحدهُم دُموعه الَّتي أوشكَت علىٰ فَضحِهِ، وزمَّ فمه بينما كور كَفيه ليُوقف ارتجافَهُما، شعَر بالعَار والخِواء

لَكنهُ سُحِبَ مِن ياختِه وصارَ وَراء فَتىٰ طَويل القامَةِ فالتصقَ بِه، كان ذُو عبيرٍ مُرِيح برائحَةِ  الغَاردينيا وزَهرةِ العَسل، انصَت مافيُو إلىٰ كلامِهِ مَع مَاريسَا، وبلل ظَهر الفَتىٰ بدمُوعهِ مِن غَير أن يَنتبه لهُ أحد
"أليسَ هَذا كثيرًا علىٰ طِفلٍ مَارِيسا؟، هُو أخاكِ لا دَاعِ لكُلِ هَذهِ الجَلَبة، اتفهَمُ حُبَّكِ لَها وسأُعطِيك واحدةً، لكنَهُ طِفلٌ ولا يَعلمُ أنَّ بامكانهِ فِعلُ هَذا"