الفصل الأول

4K 106 1
                                    


بداية الحكاية

ثوب أحمر مُزَركش يزهر على جسدها المنعم، سمرتها الدافئة تعتريها حمرة لذيذة يراها الجميع حمرة الخجل ولكنه يعرف أنها....

حمرة من على وشك القتل!

ابتسم.. عيناه الماكرة ترصد عينيها السوداء بتحدي.. يده بيد أبيها!.. يرفع صوته خلف الشيخ عمدا ليصلها صوته الرنان..

"قبلت منك زواجها لنفسي وبنفسي على كتاب الله وسنة رسوله..."

اشتعلت أعمدة النيران.. دقت الدفوف.. وهرولت العروس للداخل قال أبوها:

-خجلة

فكتمها بداخله هل تخجل تلك؟

لا أحد يعرف حقيقتها سواه..

قررت هي أن يكون عقد قران فقط ورمت غايتها الشريرة بوجهه.. لكنها لا تعلم مع من تلعب.. عقلها الصغير يوحي لها بشجاعة وهمية..

لم يكن ليضيع الفرصة وقد أتته على طبق من ذهب، كل شيء هيّأ له أن تكون "بنت الشيخ" عروسه هو..!

كان هو الشهم الشجاع بنظر الجميع الذي تقدم ليطلب يدها حتى تكون تحت عينيه وفي عينيه..

قبلت فاطمة ولم يكن أمامها خيار آخر، ويتخيل أحداث ما وراء قبولها!

كعادة أهل جزيرة فيان أو جزيرة السلاطين كما يطلق عليها الجميع.. ضربْ الدفوف والرقص.. وبرعَ هو بالرقص لأنه رآها تشاهده من أعلى وسهام نظراتها الفتاك يحوم حوله تتمنى لو كانت النظرات سهام تقتل..

انتهى الحفل وحان اللقاء في غرفة فيها خلى بها، الوشاح السلطاني الأحمر يخفي الكثير من ثوبها الذي يحمل نفس اللون تمسك بطرفه على وجهها..

والعيون قتالة!

لم يكد يقترب حتى استدارت تهب كالعاصفة تكشف وجهاً نارياً وعينين تحملان براكين تغلي حممها.. بصوت مكتوم تهتف به:

"هذا أسوأ يوم بحياتي كلها ماذا فعلت بحياتي حتى ارتبط بأكثر شخص أكرهه في الوجود!"

يقترب بشراسة.. بسخرية.. يخبرها:

"قدرك ونصيبي يا بنت الشيخ"

"بئس النصيب هذا.. بئس القدر"

يردد ببراءة ذئب كاذب:

"استغفر الله"

ثم اقترب يبتسم بتحدي:

"أخبرتك أنك ستقعين بيدي يوماً ما يا بنت الشيخ"

ثار غضبها وبعنف تحذره:

"أخبرتك مئة مرة لا تناديني بنت الشيخ.. وإياكَ أن تحسب أنني لقمة سائغة والله لأجعلك تكره صنف النساء جميعاً"

يكشر عن ابتسامة تكرهها:

"يسعدني هذا جدا"

اقترب خطوتين فهتفت به بصوت حاد:

حتى صارت الحكاية رواية - فارديه صادقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن