على عتبة احتياج ، وكامرأة جميلة ، يَعرض عليكي جميع الذكور الذين تعرفينهم والذين لا تعرفينهم خدماتهم بحماسة ، لكن هذه الحماسة تنتظر مقابلا يقتطعونه من جمالك وأنوثتك ، يريدون حصة من أنفاسك ، عليكي أن تدركي ذلك جيدا وأن تكوني على استعداد لمنحه قبل أن تقرري قبول مساعدة من أحدهم .
بهذه الكلمات أنهت أم عبدو حديثها معي ، مختتمة به ما جاءت لأجل توصيله لي من كلامٍ حمّلها إياه حسن اللحام الذي كان زوجي مدينا له بأكثر من 200 دولار على مدار ثلاثة أشهر ، صَمت خلال أول شهرين لكنه في الثالث ضغط علينا بشكل كبير ، يزورنا صباحا ومساءا مطالبا بحقه وهو يعلم أن أبواب العمل أمام زوجي قد أوصدت تماما بسبب ما أشيع عن إصابته بفيروس كورونا ، وهو لم يكن مصابا أبدا ، لكن في مجتمعاتنا النبيلة ، يكفي أن يطلق أحدهم في لحظةِ خلوة تتفتّق فيها أفكاره الخبيثة عن خطّة لأذى الآخرين ، إشاعةً من نوعٍ ما ، حتى يتناقلها المجتمع وكأنها حقيقة مطلقة ، بل ويزيدون عليها ، حتى أنّي سمعت كلاما عن لسان حسّان صاحب مكتب العقارات أنه قد ذهب - من باب فعل الخير - مع زوجي إلى الحجر الصحي وأشرف بنفسه على وضعه هناك ليتناول أدويته بانتظام ، مستغلا غياب زوجي في قرية عائلته في تلك الفترة في مسعى منه لتأمين مبلغ يسدد به ديوننا .
كان عرض حسن اللحام واضحا ، إن قبلت بزيارته لي ليلا ، فسينسى الديون وسيأتيني بخمسة كيلو من اللحمة المقطعة والمفرومة والمبهّرة والمسوّفة . بالإضافة إلى ما يلزمهم من مستلزمات للشي والطبخ والنفخ ، وليس هذا وحسب ، بل سيتكفّل بمائدة سهرة عليها كل ما لذّ وطاب . حتى نُمضي معا ليلة لا تنسى . . طبعا عدا عن التبهيرات التي أضافتها أم عبدو من عندها لتغريني بقبول العرض ، وأنا أعلم تماما مصلحة أم عبدو في ذلك ، فهي فرصة لن تتكرر بالنسبة لها إن أنا وافقت ، لأنها ستستغل ذلك طبعا وستفرض عليّ كل فترة قبول السهر مع واحد من زبائنها ، الذين يتكاثرون باستمرار مع أنها تجاوزت الخامسة والأربعين من العمر ، لأنهم ينتظرون أعطياتها وغنائمها من نساء الحي الجميلات والزوجات الحالمات بتحسين أوضاعهن سرّا . وبعض الزبائن كان خبيثا لدرجة أنه كان ينتظر بنات أم عبدو حتى ينخرطن في عالمها فيتم تجديد أمجادها التي باتت تخبو مع تقدّمها في العمر . لكنها كانت تقاوم . وتجد الحلول ، وغالبا ما كانت تذهب إلى مخيمات اللاجئين ل ( تستنظف ) أي تختار من النساء الأرامل وزوجات الشهداء اللواتي وجدن أنفسهن وحيدات في عالم متوحش ، مَن يمكن لأم عبدو أن تجرّها معها إلى ناديها السري .
ومع أنه لم يسبق لرجلٍ غير زوجي أن لمسَ شعرة مني ، لكنّي كنت أفكّر بجديّة ودون مبرر بما أسمعه منها من كلام مغري حول مستقبلي ما بعد خطوتي الأولى معها ، وكان من سوء حظّها أنها بالغت في إغرائي بالسيارات والشقق والفيلات ، وقالت أنني إن كنت ( شاطرة ) وما رميت حالي كيفما كان ، ممكن أوقع على زبون مدسم يقدّر جمالي وروعة جسمي المثير والذي تحسدني عليه حتى نساء الحي برمتهن . فسأتمكن من قلب حياتي للأفضل رأسا على عقب , . وبينما كانت تتكلّم ، كان خيالي يأخذني إلى تلك العوالم الوردية ، لكنّ المضحك في الأمر أنني كنت أشاهد مستقبلي مثلما يمنتجونه في أفلام السينما ، وأنا متكئة على سريري وقد فتحت ساقاي بينما تقترب الكاميرا من موطن عفّتي وتدخله محاطة بديكورات من عشرات الأعضاء الذكرية لتظهر على الضفة الثانية ، حياتي المرفهة الجديدة التي وصفتها لي ، وأرى نفسي مثل أميرة محاطة بالخدم . لكن فجأة يظهر طيف زوجي الذي أحببته معاتبا ، فأنفض رأسي طاردة تلك الخيالات بعيدا .
أنت تقرأ
على ضفاف الشّهوة 🔞
Romanceليس فقط المسكوت عنه محشورٌ في ثنايا هذه الرواية بل أيضا الممنوع الحديث حوله عن ما تتعرّض له اللاجئات النساء من مختلف صنوف الظلم والمتاجرة ، لتكون شاهدةً أن المرأة في زمن الحرب هي ضحية الحرب مثلها مثل الباقين لكنها أ]ضا ضحية مجتمعها وضحية عائلتها وض...