مقابلة صلح مع وجعي

756 10 0
                                    

ياسيدتي ... !! ياصاحبة القبعة السوداء...!! أنت يا صاحبة المعطف الأسود...أجل انت!

لقد سقط منديلك الأبيض وتلوث بالتراب المبلل...تعالي خذيه!! (اقتربت مني وهي ترمقني بنظرات الاحتقار أمسكت بالمنديل وهمست بأذني)

-أعرفتني؟

(أعدت النظر الى عينيها السوداويتين الامعتين و لازالت نظراتها مليئة برصاص

الاحتقار)

-وجهك مألوف يزورني ليلا يذهب النوم من عيني و ينهك أشلاء جسدي ،من أنت؟؟

-أنا ...(صمتت و أبدلت نظرات الاحتقار بنظرات الشفقة) أنا وجعك الأسود،أنا جراحك التي لم تشفى بعد،أنا طفولتك الباهته ،أنا قلبك الميت ، أرأيت قلبك من قبل ؟

-كيف؟ !!!

-شأن قلبك شأن ساعة قديمة تنعدم الحياة بداخلها تحتاج إصلاحا يدوياً لكن قلبك يحتاج لمسة دفء ! لمسة ذالك القريب البعيد ، ذاك الذي تدور بوجوده عقارب الساعة و تسرع الدقائق و تمر الساعات ويرقص قلبك الطفل من جديد،فيمحي القريب البعيد غبار سنين بلمسة من يده و ترقصين له أنت رقصة العشق على أنغام الفرح وعلى صوت فيروز ... نعم ياقصر الاوجاع هو من تحتاجين

-لست أعلم عمن تتحدثين !! فكل من أعرفهم يوجعوننيي وان رقصت ساعة ...(قاطعتني)

-و ان رقصتي ساعة فرحا ..ندبتي لساعتين... ما أرقصك كان الحب و ما أحزنك كان الغيرة !

-ماذا؟ الحب!! أحب مرة أخرى!! كيف!؟ فقد رقصت من ذي قبل رقصة العشق فوق مياه نهر الشوق ،فهمس لي حبيبي:

-أفلتي يدي

ظننته يمازحني فأجبته ببراءتي التي كان يعشقها ويمدحني بها

-لن أفعل ذلك إلى الممات و يوم أموت سأطلب من أطفالنا أن تكون قبورنا متقاربة و ليس بيننا سوى الورد الأصفر الذي أعشقه

-قلت افلتيني و اعشقي غيري ،عديمة النفع أنت الا تعلمين أن الحب دون مادة لن يدوم ، أستظلين دائما نائمة فوق سرير الاحلام وموسدة وسادة الحب الوردي !

-هل أزعجتك؟! حبيبي أم ضايقتك بشيء أخبرني أقسم اني لن أزعجك تانية وان فعلت عاقبني بما تشتهيه !!

-أعديمة الكرامة انتي ؟؟ الن يأتي اليوم الذي تعطين فيه قيمة لنفسك؟ سأتركك فكوني قوية و اعلمي أنه لولا المادة ما فرطت فيك أبدا الى الممات

-ليست لي حاجة بالكرامة وغيرها ،كذبة أبريل،صحيح (ضحكت بصوت عال و أكملت )طفولي انت كعادتك !!متى ستنضج ! كل سنة و في هذا الشهر تسقطني ضحية بكذباتك القاتلة .. أتريد قتلي ؟

أقفل الخط قبل أن أكمل كلامي و من يومها و أنا أ رى وجهك سيدتي بعدما كنت اراه في طفولتي ،نعم تذكرتك الان ... انت صديقتي التي لم تفارقني أبدا و فرحي كمنيديلك الأبيض عندما أخذته لم يلبث سوى أيام ثم سقط و تلوث بحزن جديد... هل تسمحين لي أن أسألك ؟

-اسألي

(بدت وكأنها تعرف ما يدور ببالي)

-زرتني كثيرا هذه الايام الاخيرة و لا شك في أنك رأيت مزاجي المتقلب والجمرة الموقدة بقلبي و شلالات الدموع.. لست لحد الساعة أعرف سبب ما يحدث لي ؟ !!

-و ما ذالك الا داء مغرم !!

براءة مراهقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن