عودة يونس 💗
بعد انتهاء وجبة العشاء، اجتمع جميع أفراد العائلة في الصالون، يتبادلون الأحاديث الخفيفة بينما ينتظرون أكواب الشاي الساخنة. كان الجو يعبق بدفء الأسرة، والابتسامات ترتسم على الوجوه، حتى قطع هذا الهدوء صوت وريث وهو يعلن بهدوء:
"يونس هيوصل النهارده."
نظرت والدته إليه باندهاش، وكأنها لا تصدق ما سمعته، ثم هتفت بفرح غامر:
"انت بتتكلم جد، يا وريث؟!"
ابتسم وريث مطمئنًا وقال بثقة:
"أنا عمري كذبت عليكِ، يا أمي."
وما إن تأكد الخبر حتى علا صوت الزغاريد في المنزل، وامتلأت الأجواء بالفرحة بعودة ذلك الشخص المجهول، يونس، الذي يبدو أن الجميع يفتقده بشدة.
هتفت عائشة بسعادة، وهي ترفع يديها بحماس:
"مقولتش من بدري ليه!؟ كان زماني عملت له الحلو اللي بيحبه!"
نظر إليها وريث بابتسامة خفيفة، ثم أشاح ببصره نحو الأرض وهو يجيب:
"الصراحة هو قالي ما أقولش لحد، كان عايز يعملها مفاجأة."
لكن وسط هذه الفرحة، ظل الجد صامتًا، عاقدًا حاجبيه في قلق، قبل أن يقول بصوت هادئ لكنه يخفي قلقًا دفينًا:
"يونس مش راجع زي كل مرة... في حاجة ورا رجوعه المرة دي."
ساد الصمت للحظات، قبل أن تتحدث هدى باحترام:
"بعد إذن حضرتك يا جدو، ممكن أتكلم؟"
نظر إليها الجد بإيماءة خفيفة وقال:
"اتفضلي يا هدى."
تنهدت هدى قبل أن تسأل بتعجب:
"بس إيه اللي ممكن يكون ورا رجوع يونس؟"
تدخل صهيب سريعًا، محاولًا إنهاء التكهنات:
"أنتم ليه بتسبقوا الأحداث؟ أول ما يجي هنعرف كل حاجة."
أيده رائف بقوله:
"معاه حق، كل شيء في وقته حلو."
لكن وريث لم يكن مرتاحًا، فقد كان يعلم جيدًا أن يونس ليس وحده في هذه الرحلة. التفت إلى أبناء عمومته وقال بجدية:
"فريد، أنس، رائف... عايزكم معايا دقيقة بعد إذن حضرتك يا جدي."
أومأ الجد بالموافقة، لينسحب الأربعة إلى غرفة أنس، حيث ألقى وريث القنبلة التي قلبت الموازين:
"يونس مش راجع لوحده."
نظر إليه فريد باندهاش، ثم سأل بحذر:
"مين معاه؟"
لم يكن على رائف سوى نظرة واحدة نحو وريث حتى فهم المقصود، فغمغم بامتعاض:
"قاسم؟"
![](https://img.wattpad.com/cover/302220535-288-k382559.jpg)