𝑺𝒐𝒏𝒈

284 19 58
                                    

" ترى كيف يشعر الذي تعلق قلبه بإنسان ثم أدرك
أنه لم يعد له و للأبد "

..

لقد كانت هناك لحظة التي رأيته يعزف فيها على لحن ثقيل و حزين للغاية كرثاء وطن مدمر و مناجاة روح جاثية ، كان لحناً يحمل في داخله كل حزن العالم و آسفه ...

نسيت سبب وجودي في هذا المكان بأسره و سحرت روحي بالكامل لهذا اللحن متثاقل الذي جذبني نحوه حتى باتت كل الأصوات غيره مجهولة و للحظة رغبت ببكاء

بحثت بعيوني عن العازف و لم أستغرق وقتاً
ذاك الوجود الساحر بارز بين الجميع لكن يبدو أنه لم ينتبه له غيري

وسط ذلك الضجيج هادء في المكان .. نسيت من أنا و ما هذا مكان و سبب تواجدي بمجرد أن لمحته
أيوجد بشر بهذا الكمال ؟

في إحدى زوايا منعزلة للقاعة كانت أصابعه تتراقص على مفاتيح البيضاء و السوداء في لحن حزين متقن لم ألتقي بمثل نغمته من قبل

شعره الأشقر يعكس إنارة مكان خافتة ليبدو كأنه ذهب يلمع مع بشرة شاحبة ظهرت كآنها خزف و جسده فخم متناسق مع ثيابه جلوسه كلها كأنه أمير هرب من إحدى قصص عصر إليزابيثي إلى هذا الواقع المرير

أعلم أنني لن آلتقي أبدا بمخلوق بهذا الكمال مثله في حياتي

هالة باردة التي أحيطت به
أحسست أنه مجرد الإقتراب منه سيكون كافياً لتتجمد حتى آخر أطرافك

خانتي دموعي في تلك اللحظات كانت ثواني و مرت على روحي سنوات
بقي يعزف دون توقف و أنا بكيت دون توقف

كان لديه ذاك الإنتماء الغريب
و شكل الآسف

لم يكن بكائي غريباً لمن حولي فمن رأني ظن أن علاقتي بالميت هنا وثيقة للغاية لكني بكاد أعرفه
عندها و فقط تذكرت أني في جنازة

و تذكرت أني أعرف هذا اللحن فقد سمعته في حلمي ملايين مرات يبدأ و لا ينتهي

و عندما أستيقظ أجهله كأن شيطان كان يعزف لي في حلمي و الأن أمامي

مقطوعة غير مكتملة بقيت كذلك ...
و دموعي بقيت تتساقط بشدة كأمطار

متى قد أجد نهاية لهذا اللحن متى سيتخلى عني هذا شيطان الذي تلبسني متى سيتوقف عن تمزيق روحي و سلبي حرية الإستسلام

هل جننت أخيراً فقدت عقلي بسبب لحن لا يريد أن يكتمل مطلقاً و يظل صداه يتردد في رأسي
في يقظتي و في حلمي بت مهووساً بمقطوعة الشيطان

Incomplete Melody || لحن غير مكتمل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن