4

2.8K 91 54
                                    



غمرت الغرفة بسكون وكل ماسمع بها .. أنفاس هادئة ومنتظمة .. و المزيد من الهواء المريح كان ينساب إلى الغرفة مغموسا برائحة بتلات الكرز الناعمة

و بعض من تلك البتلات الزهرية إنكمشت وغطت
بعض من المساحة على الرواق و وصلت لداخل الغرفة بسبب الشق الصغير للباب

لكن كان هناك ضجيج شبه بعيد في مكان ما ، الصوت الذي يشبه دوي مطرقة على الخشب كان يعلو للحظة وينخفص بشكل مفاجأ مرتا أخرى

إستمر الأمر للحظات من الهدوؤ قبل أن يعود صوت آخر للفأس وهي تضرب بشجرة ما لا يعلم أين

إنكمشت تعابير الأوميغا شيئا قليلا و بدى كما لو أنه لاينعم بنوم مريح كما كان يفعل منذ لحظات

كانت هناك فترة قصيرة قبل أن تزاح رموشه المظللة
إلى الأعلى وتكشف عن بؤبؤ العين الأسود مثل قطعة من الكريستال المظلم

كانت العيون السوداء الناعمة تتلئلئ بشكل خفيف
على مرما من أبصاره

وقف توبيراما و أنفاسه تقل ، كان مشهدا خرافيا
وضع يده على الباب في إستعداد للدخول
لكن ما فاجأه هو الخيوط المائية من الدموع التي بدأت تنسكب على خدي إيزونا

توسعت عينيه قليلا و هو يشاهده يضم يديه إلى فمه ويبكي بشدة ، إرتجفت كتفيه و إزداد أنينه وشهقاته

الدقائق القليلة تلك بدت كاساعات ، و هو يقف ساكنا
يشاهده يبكي
.. شعر ببرودة لا نهائية بداخله والخواء ، كان كما لو أن الشتاء ينفث أنفاسه الباردة بداخله
.
.

جمع إيزونا طاقته و إستند بمرفقيه يحاول النهوض
و مجددا لقد كان نظيف وبشكل أفضل من المرة الأولى

لكن لماذا !!
لماذا فعل ذلك كان عليه ان يتركه
لم يكن عليه أن يهتم به ، إنه يقتله هكذا

مشاعره نحوه بدت ضبابية لم يعلم إيزونا إذا كان يكرهه او شيئ آخر .. لكن برأيه كان ليكون من الأفضل لو كرهه وعامله بسوء

هكذا على الأقل سيقلل بؤسه

عندما جلس وجد أن جسده لا يؤلمه كا لمرة السابقة
بغض النظر عن العضة في رقبته وكتفه فالأجزاء الأخرى بدت شبه سليمة

رغم أن ذاك المكان بالاسفل كان محتقنا و مؤلما .. الإحساس الغير مريح الذي داهمه حينما حاول تحريك فخذيه كان مؤلما وحارقا بعض الشيء

تأوه بألم و ضغط على شفتيه و هو يحاول حبس دموعه ، لكنها إنجرفة مجددا، مسح دموعه بخشونة

كان قراره .. بذكر حقيقة أنه إمتلك خيار الرفض...
.

إلا انه لم يستطع ان يكون انانيا

كان بمقدوره التخلي عن سعادته من أجلهم ، عشيرته التي لطالما حارب من أجلها

و أخيرا أخيه .. كان يريده و لو قليلا أن يرتاح ان يكف عن قتل نفسه بين تلك الذكريات

حتى ولو كنت انتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن