صوت بكاء أخي كرار هو منبه كل صباح لنا ک أخوة ثالث ، وعروض أمي المستمرة له : اذارحت داومت راح ترجع وتلگى مفاجأة . تتذكر السيارة الي عجبتك ، أجيبها الك اذا داومت هذا الاسبوع كامل .
وغالبا ما كامت تنتهي محاوالتها المتعددة معه ب :كافي مو شلعت گلبي .
على ما تنتهي من محاولاتها معه نودعها ثم نسير انا وصفا وصفاء نحن الثالث ،بخطوات متشابهة متوازية لإمتار عدة ثم نفترق ، صفاء الى معهد الفنون الجميلة صفا الى المدرسة الابتدائية وانا الى دار فجر صديقتي ثم الى الثانوية . انا زمن ذات ال السابعة عشر عاما تفتحت اجفاني في منطقة على اطراف بغداد ذات طابع عشائري غير معقد . وصلت الى دار فجر كانت بانتظاري ، رفيقة الدرب صديقة العمر وصلنا الى المدرسة بعد ما كان حديث الطريق كله عن عدنان وحبها له، كانت مراهقتي باردة جدا تخلو من طيش المراهقة وتهور الحب . لكني أنصت لها بكل حب لاهتمامي بها وبسعادتها . يبدأ الطابور الصباحي ويتلاشى الوقت سريعاً بين الدروس وعلميتها و شقاوة الاستراحات حتى نسمع قرع الجرس معلنا عن انتهاء الدوام .جميعنا أقدامنا متعبة مجبرة على حمل اجسادنا المتعبة بعد الدوام الطويل ، الا فجر خطواتها مُسرعة و وجنتيها تزهر كل ذلك لان عدنان ينتظرها على اعتاب محل والده الذي يقع في شارع تجاري رئيسي نمر منه يومياً نقترب من محل والد عدنان فتتلاقى ارواحهم أشعر بأن اروحهم تحتضن بعضها البعض على الرغم من البعد بينهما فهي بجانبي وهو على الجانب الاخر من ذاك الشارع . بدأت قصتهم في سن الرابعة عشر التصقت وارتبطت قلوبهم ببعضها حينما كانت بيوتهم متلاصقة ، وضلت على هذا الحال حتى عندما انفصلت البيوت وانتقل عدنان للسكن في منطقة اخرى . مضى الوقت سريعاً وجدنا انفسنا في اليوم الاخير من الامتحانات النهائية لمعهد المعلمات، خمسة سنوات مضت كأنها ٥ أسابيع او شهور من سرعتها على الرغم من كثرة أحداثها الا اننا لم نشعر بمدتها الطويلة . وحتى في طريقنا الى المعهد نمر من جانب محل عدنان وهو ک عادته ، بانتظارها...
الزمن يجعل كل شيء يتلاشى بسرعه الا لمن يحب بصدق فهو ابدي .
ودعنا اساتذتنا وزميلاتنا بالدموع والاحضان وتبادلنا ارقام الهواتف الارضية ،لاطفت فجر قائلة
زمن : متأكدة دتبجين علينا لو على عدنان وين تشوفيه بعد
ضحكت ، فجر :لا دابجي عليكم بعد ما اشوفكم ولا اشوف لمتنا الحلوة ، وعدنان كلها كم شهر واصير زوجته وراح اشوفه كل يوم ، واستدارت سريعاً مع ضحكة صدرت منها لم ارى مبسمها لكن صوتها تردد في اذني ، تمنيت لهم تمام سعيهم هذا وصبرهم طوال تلك السنين .
أنتهت سنوات الدراسة ولهو المراهقة وبدأنا مجبرين في تطبيق الامور التي لو مهما فعلت وانجزت ستبقى من دونها نكرة " الزواج والانجاب " سنة الحياة وديمومتها أعلم ، لكن في هذا المجتمع انت من دونها نكرة وتجردك من قيم كثيرة وتضع تحتك خطوط عدة ،اما عن دعوات امك والجدات والخالات بالزواج والانجاب أمر معقد يعقدك جداً ... وخصوصاً انك لم تتجاوز بعد ال ٢٤ عاماً.نتواصل انا وفجر يومياً ونلتقي بين فترة وأخرى تقدم لخطبتي صديق اخي صفاء ،شاب محترم خلوق خريج الكلية العسكرية وفي بداية طريقه العسكري، وافقت وسبقتها في الارتباط الرسمي .كان عدنان حينها يعاني من موضوع حساس يخص عائلته . ومن الاصل البلد بصورة عامة كان من جميع النواحي غير مستقر .
لم يمر شهر على خطبتي إلا وتقدم لخطبة فجر ابن خالها . واعذار الرفض أنتهت مع العرسان الذين مضوا لم يتبقى لها عذر للرفض أو من الاصل كان مرفوضاً حتى قبل ان تنطق به . في العرف العشائري الاقرباء لا يرفضون والزواج رأي الاهل هو الاساس به . أشفق علينا وعلى الاجيال التي سبقتنا كنا نفتقر للوعي ولإحساس الاهل بمشاعر أولادهم ورغباتهم وحتى التفكير بالحب ،كنا لا نعرف معنى الحب ولا نمتلكه ولا نعرف كيف نحافظ عليه لكنه يحدث معنا ...!
أنت تقرأ
فجر الحقوق المغبونة
Short Story...لابد لبذرة الحقوق المتحللة بعد الدفن, أن تعاود الأنبات والظهور فيما بعد وتأخذ حقها كاملا