-1-

252 19 78
                                    

في تمام الساعةِ الثامنةِ صباحاً بتوقيت سيول
تقف إحداهُنّ في ذلك الطقسِ الباردِ
ينسدِلُ على طُولِها مِعطَفٌ بُنّدقيِّ اللّون
يفصلُ بينَ لونِهِ ولونِ القبّعة
خصلاتِ شعرها الفحميةِ اللتي تنسابُ على ظهرِها

تنظُرُ إلى الساعةِ تاره وعلى طولِ الطريقِ تارةً أخرى

:يا إلـٰهي متى ستصل تلك الحافله !

أَنهت جملتها تلك حتى سمعت من يناديها
بالطريقِ المُجاور


:كارولين؟

"كارو"
لِمَ أنتِ هناك؟

: إنها "جي رين"
إلهي
لقد تمّ إنقاذي أخيراً

-دلَفت إلى السيارة الخاصّةِ ب "چي رين"
وقد أخبرتها بالطبع أنها متأخّرةٌ على عملها الآن ولا تجد الحافله اللتي ستنقلها إلى محطّتها
لكن كالعاده انتهى الحديث بجملَة "چيري" المعتاده

:يجب عليكِ التقدّمِ بالشكرِ لي
لا أعلم حقاً بدوني ماذا ستفعلون!

:حسناً حسناً يجب أن تنتبه "چيري" المثاليّةُ في طريقها أثناء قيادة السياره

_______

:هل أنتِ من قمتِ بتشكيل تفاصيلِ وجهكِ؟
بالطبعِ لا
إ

ذا هل مساحيقُ التجميل هي الحل الأمثل؟
كوني أنتِ ،لا يجب عليكِ الاختباءُ مِنَ العالم

:لكِن يا سيده هوين
أنا لا أكون على ما يرام
حينما أخرج بخصلات شعري المجعّدة وبشرتي السّمراء لن أذهب إلى المنزل سالِمَه
يجب أن تكون هناك أذيةٌ نفسيه هذا وإن لم تكن جسديّه
تحتقرني والدتي دائماً
وتلقي على مسامعي كلماتٍ مؤذيه
أنا حقاً أكره تواجدي في هذا العالم


: لقد قرأتُ ذات مرةٍ في احدى الكتب ان إحدى الفتيات كانت تبلغ الرابعة او الخامسة من عمرها وكان لديها نتوء كبير بركبتها اليمنى وبدا ذلك النتوء ضخماً لعينيها
الصغيرتين !
تقول بأن ذلك النتوء لم يزعجها كثيرا الا عندما سقطت في يومٍ ما من الدرَج في المنزل وجرحِت بشده
كان هناك دماء في الكثير من المنطق من جسدها
فألقت إليها والدتها منشفة واخبرتها بتنظيف تلك الفوضى ، كانت والدتها ممرضه
وكانت كثيرة القول لجملة " اتعتقدين ان تلك جروح ؟ تعالي الى المستشفى وسوف اريكِ الجروح "
التأمت جروح تلك الفتاه وكانت كلما كبرت اصبح لديها المزيدمن النتوء في جسدِها حتى انها موجودة على وجهها
كانت تشعر بأنها ابشع شخص على وجه الارض
وكانت تحصي عدد الجروح في جسدها حتى وصل بها العد الى ١٦٧ نتوءاً واستمرت معها تلك النتوء خلال مرحلة المراهقة
واستمرت الفتاة بالتفكير على انها مجرد نتوء يأكل ويشرب ويسير على الارض
مجرد نتوء ، كانت تتسائل ماللذي فعلته لتلقى مصيرا بهذا السوء ؟!
وحان في احدى سنين مراهقتها مواجهة ذلك الماضي حين بدأت في مواعدة احد الفتيان الاكثر وسامة في مدرستها
وقد طلب منها الخروج وهي وافقت وكانت على يقين بأنه بمجرد ان يرى تلك الجروح على جسدها سيهرب دون تفكير وسيأبى الخروج معها مرة اخرى
وحدث بالفعل ما كانت تلك الفتاة تتوقعه
رأى" منطقة النتوء " وشعرت بأنها ستموت ولكن بعد ذلك حدث شيئ غريب ورائع ظلّ ينظر الىّ لجزء من الثانيه
فقالت لنفسها " عظيم لقد رأى منطقة النتوء حان وقت الابتعاد"
لكنه لم يفعل!!!
فقد تابع نظرته الحنون وبدأت تشعر بالدهشه في تلك اللحظه!
حصلت الفتاه على اول شعور بأن تكون مقبولة تماما
بغض النظر عما كانت تبدو عليه
الامر وما فيه هو المحيط اللذي نضع انفسنا فيه
بينما كانت ترى نفسها مجرد نتوء ..اصبحت ترى نفسها انسانة كاملة لا ينقصها عن الباقين شيئ كما كان يوحي اليها هو بنظراتِه واحاديثه
لذلك يجب علينا انتقاء المحيط اللذي سنعيش بِيه

كُـــوبُ الْقَهْــوهْ 3>حيث تعيش القصص. اكتشف الآن