-زواج أبيض-
خرج من غرفته بكامل أناقته، مرتديًا قميصه الكحلي المحدد جسده الرشيق وقوة ساعديه
المُقسمـة مع بنطال يماثله لونًا، ومعقود حول رقبته بلوفر خفيف سُكري كي يكمل أناقـة الطقم، فاليوم مُهم له سيسلم تلك الڤيلا التي أنهى ديكوراتها بعد عمل دام لمدة ستـة اشهر،
اتجه صوب أمه في المطبخ التي تُعد الإفطار وطبع قبلة فوق رأسها ثُمَّ اتجه صوب الطبق الموضوع يلتقط منه عدة دوائر من الخيار:-
-صباح الفُل يا مُنيرة.
التفت له وقالت بحزمٍ وهي تشير له بالسكينـة:-
-حط الخيار مكانه في الطبق، واستنى الفطار.
وضع الحلقة في فمه وكرر جملته ببساطةٍ كأنه لم يسمع:-
-صباح الفُل يا مُنيرة !
تنهدت بيأس من طباعه التي لا تتغيـر والتفت تكمل ما تفعله في وجومٍ ليضحك بخفةٍ أظهرت غمازتيه التي تنحفر من مُجرد التحدث
وقبل رأسها وهو يشاكسها كعادته:-
-والله قمر، أقسم بالله لو ما كنتِ أمي لكنت اتجوزتك.
تهكمت وهي ترد عليه:-
-أنتَ بتتحجج يا بشمهندس، وكل ما اجيبلك عروسـة تطفشها بطباعك ديه يا حـازم
وتابعت تعاتبه لأجل قلب الأم النابض:-
-يا حبيبي أنتَ مافيش أحن من قلبك، ليه بتعمل كده ده أخوك اللي أصغر منك هيتجوز
بعد شهر؟!
فتح الثلاجـة وأخرج قارورة حليب يضع منها
القليل في كوب طويل شفاف، وبنبرة لا مبالاية هتف:-
-ربنا يسعده يا رب هو ومراتـه، لكن أنا جواز مش هتجوز فُكك مني بقى يا مُنيرة
القت عليه شرشف المطبخ بعصبيةٍ وقالت:-
-تتفلق، واخد حلاوة جدك لكن مافكش صفة واحدة منه.
طالعها بتعجبٍ ورفع الكوب يرتشف منه كأن شيء لم يكن، وبدون مقدمات قال:-
-العصبية غلط على الصحة على فكرة!
واتجه صوب الخارج ضاحكًا على صوت صياحها الصباحي المُعتاد، في نفس الوقت خرجت أختـه (أرجوان) وصاحت بسعادةٍ فور أن رأته:-
-زوما
التقطها بين ساعديه كأنها طفلة في السابعـة وطبع قبلة على حجابها الزهري المتناسق مع فستانها الأبيض المنقوش بزهور صغيرة زهرية اللون:-
-قلبه، صباح الخير.
حاوطت ذقنـه بكفها الايمن وطبعت قبلـة طويلة جعلته ينفضها بضيقٍ:-
-بلاش بوس، مبحبش البوس.
ابتعدت عنه ضاحكة وقالت:-
-حبيبي يا أبو غمازات وعيون عسلي أنت.
جلس على السفرة وقال بشكٍ:-
-بت إنتِ بتتحرشي بيا، مش مطمنلك يكون في علمك .
جلست بجانبه وقالت بولة مصطنعة:-
-أعمل إيه ما أنتَ بتجنن، يا إبني ده نص صحباتي طلبوا رقمك.
رمقها بطرف مقلتيه وسألها ببسمة جانبية:-
-واديتهم الرقم؟
نفت برفض قاطع وقالت بنوع من الغيرةٍ:-
-لا طبعًا، أنا مقبلش تكون مرتبط غير بواحدة تليق بيك وماحدش منهم من مقامك.
