مشهد

4.6K 255 19
                                    

اسم النوڤيلا الجديدة مع اقتباس بـ اسم  الأبطال 🫣❤

خرجت من المطار تجر حقيبتها الوردية الصغيرة خلفها فهي أتت إلى مصر في سياحـة
لمدة بسيطـة لن تتجاوز الثلاث أشهـر، فالتفت تطالع الشكل العام حولها بابتسامة واسعـة فتلك البلد هي بلد أمها الغائبة عنها منذ سنوات وتحادثها هاتفيًا كل فترة وعندما جاء موعد عطلتها السنويـة اختارت مصر تحديدًا كي تجد وقت مُتاح تقضيه مع أمها دون عوائق بعدها ستعود إلى بلدها الأم في سكينـة وبخفوتٍ همست:-
-مصر 

تنهدت بقلب يخفق بسعادةٍ واتجهت صوب سائق التاكسي لائق المُظهر ويظهر من شكله أنه مُتعلم وقالت بصوت ناعم:-
-Guten morgen. 

أومأ بتفهمٍ ورد لها التحيـة:-
-Guten morgen, Brauchen Sie ein Taxi, Madam?

ابتسمت وهي تجيبه:-
-Ja, bitte.

فتح لها باب السيارة بعدما ساعدها في حمل حقيبتها ووضعها في السيارة من الخلف، فجلست في السيارة ونزعت حقيبتها الرياضية
تضعها جانبًا، والتفت ترى السائق وهو يركب ثُمَّ طالعها في مرآة السيارة فقالت بتلقائية قبل أن يتحدث:-
-كنت عايزة أروح جاردن سيتي

افترت شفتيه عن بسمة غير مصدقة وسألها:-
-هو حضرتك مصريـة؟!

لوح بكفيها بتلقائيةٍ وقالت:-
-نص نص والدتي مصريـة ووالدي نمساوي

-ماشاء الله بس لغتك كويسة أوي، هو إنتِ كنتِ عايشة هنا؟! ولسه جايـة

نفت وهي تجيب ببسمة:-
-لأ ديه أول زيارة ليا مصر وأنا كبيرة جاية سياحة، بس مامتي كانت بتتكلم معايا عربي مصري في النمسا فاتعودت.

أومأ بتفهمٍ والتفت يسألها بهدوءٍ:-
-تمام فهمت، أجازة سعيدة، حضرتك تحبي تروحي فين بالظبط في جاردن سيتي؟!

زمت شفتيها بتفكيرٍ قبل أن تسحب هاتفها معتذرة منه لثوانٍ وفتحت شاتها مع أمها ثُمَّ ادارت له الهاتف تقول بابتسامة واسعة:-
-العنوان ده بعد أذنك. 

طالع المكان بتفحص قبل أن يؤمي برأسه بتفهمٍ وأدار السيارة بينما هي أخرجت كاميرتها من حقيبتها السوداء وبدأت في التقاط عدة صور للشوارع بسعادةٍ جعلت السائق يبتسم رغمًا عنه فهذا حال الأجانب عندما يأتون إلى مصر يصيبهم حالة من الإعجاب حتى يتمنى بعضهم العيش دائمًا فيها لكن لا أحد يكمل هنا وفي أول طائرة يعودوا إلى بلدهم الأصلية، لتسأله بفضولٍ:-
-بتتكلم ألماني كويس، حلو؟!

لم تمحى ابتسامة الشاب وقال:-
-حضرتك أنا خريج كُلية ألسن ألماني وكنت الأول على دفعتي أربع سنين بس على حظي
الجامعـة رفضت تعين معيدين عشان مكتفيـة

سألته بتعجبٍ:-
-وليه مفكرتش تشتغل في مدرسة؟!

قال ضاحكًا باستهزاء:-
-اشتغل في مدرسـة؟!  هو حد بيتعين دلوقتي في مصر مدرسين؟! ده المدرس بيشتغل شغلانـة تانية غير الدروس الخصوصية عشان يكفي بيته، حضرتك مافيش حد في مصر بيشتغل بشهادته وبدل ما أقعد في البيت خدت قرض واشتريت التاكسي ده وأهو ربنا بيرزق.

زواج أبيض حيث تعيش القصص. اكتشف الآن