終わ

740 91 206
                                    

...

لا أعلم ما الذي يفترض بي فعله..
و روحك لا تزال عالقة بي..

...

تـجـلِس غـرابيّـة الخـصلاتِ عـلى مـقعدِ الأرجـوحةِ الّذي في منتصفِ حديقةِ منزلهـا الخـلفيّة..

تـنظر لـسنـابِل القـمحِ الـذّهـبيّةِ الّتي تتمـايل بفعلِ نسمـاتِ الرّيـاحِ أمامها بشرودٍ.. و يدهـا لا تتوقّف عن الضّغـطِ عـلى العلـبةِ الصّغـيرةِ..

تنهـيدةٌ خـرجـت مـن ثغـرِهـا بعد أن رأت الوقـت مـن السّاعةِ الّتي تزيّن معصمَـها الأيـسرَ ...

الوقـت تأخّر بالفِعلِ.. حـتّى أنّ الشّمـسَ بدأت تغربُ مضفـيةً لونـا زاد من جـمالِ المشهدِ أمامها..

هـي تنتظره منـذ الصّبـاحِ بنفسِ المـكانِ..

حـتّى أنّهـا لـم تأكـل شيءً..  التّفكـير أجهدها و قطع شهيّتهـا..

تحاوِل ٱقنـاع نفـسها بشتّى الطّرق أنّ إيـريـن سيظهر من بين السّنـابِل تلك في أيّ لحظة.. و يفتح ذراعيهِ لهـا..لكن عـلى مـا يبدو أنّـه لن يفعل..


نـهضـت أخِـيرًا هـامّةً بالعودةِ للمـنزِل و قطراتٌ من الدّمـوعِ تزيّن وجنتيها... لكلّ شخـصٍ قدرة معيّنة عـلى الـكـبتِ و التّحـمّلِ.. و في حالتها هي..

قد وصلت لأعلى درجةٍ.. و لا تستطيع أن تتحمّل أكـثر..


صـرخاتٌ و شـهقاتٌ مصحـبةٌ بالدّموعِ عـبّروا عن معاناتها و خيبتـهـا في هذه اللّحظةِ..

إكتفـت بعد فترةٍ لتفرّق بين شفاهها المتورّمةِ من شدّة العضّ عليهم نتيجة توتّرها..ناطقة بعدّة كلمـاتٍ..

"..آمُـل أن تبقى مـعكَ للأبد..

آمـلُ أن تمسك يدك لتضغط عليها وقت حزنكَ..

و أن تخصّص لـك وقتها كـلّه..

أيضا.. أتمنّى أن تأخـذك لكـلّ الحفـلاتِ لأنّي أذكر جيّدا كـم أنّك تحبّ الرّقص و التّعبير عن مشاعرك بحرّيّة.."


خفّفـت من ضغطها على العلبة الزّجـاجيّةِ .. لترفعها بـعد أن قامَـت بإزالة الغطاءِ الصّغير عنها..

".. آمـل أن تفعل لـك كلّ شيءٍ كان من المفترضِ أن أقـوم به أنـا.. حينمـا كـنت إمـرأتَـك...."

ألصـقت مقدّمة العلبة الزّجـاجيّة بفـمها لتتجرّع عدّة قطـراتٍ من السّـائلِ الشّفّـافِ داخلها..

و قـبل حتّى أن تواصلَ شربها لمنتصفِهـا إخترق مـسامِعـها صـوت إشتـاقـت حـقّا لسمـاعِهِ..

إنّـه صـوتُهُ.. ينادي بٱسمِهـا من على بُعد أمتارٍ..

"..مـيـكـاسـا..!.."

إرتجـفت أطرافها.. لما عليه القدوم في هذا الوقتِ من بيـنِ جميـعِ الأوقاتِ..؟..

إرتخت يدها لتسقِط العلبة على الأرضِ ثمّ ٱلتـفتت لتراه فاتحـا ذراعـيهِ لهـا..

خصلاته الكـستنائيّـةُ مـربوطةٌ للوراءِ بينـما بدلـته المكوّنة من بنطالٍ حالك اللون كخصلاتِها و قميصٍ ناصع البياضِ زادتـه جـمالاً..

تـشعر و كأنّ سكـاكين تخـترِق كامل أجزاءِ جسدها.. لكن رغم هـذا و بأقصى سرعة تملكها ركـضت تُجـاهه في حين أنّ تنّورتهـا الطّويلةَ و الوشاح الأحمر الّذي يزيّن رقبتها يرفـرفانِ بفعل الهـواءِ..

وصـلت لـه أخيرا بعد جهدٍ عالٍ منها في قطع هذه  الأمتـارِ و الّتي بدت لها كأميالٍ..

إرتمـت في حـضنِه لتدفن وجهها في عنقه سامحة لنفسها بالبكـاءِ بقوّةٍ ليقوم هـو بتـدوير جسـدها و ٱبتسامة واسعة تزيّن محياه..

"..أحـبّكِ مـيـكـاسـا.."

إبتعدت هي عنه قليلا لـتبادله الابتسام و تنطق بصعوبة  تزامنـا مع خروجِ الدّمـاءِ مِـن ثغرها..

"..إنـتظرتك طويلا.. إيـريـن.."

...



この..



Traitor || Eremikaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن