01

7.9K 164 44
                                    




🤍

"غداؤكَ.. حاوِل انهائهُ هذهِ المرة تايهيونغ"


تمتمتْ بهذه الكلمات وهي تدخل الصحن الفضي
من الفتحة الكبيرة اسفل الباب، وبجانبه حبوب للإكتئاب
لم يفكر بالاقتراب منها.

مشى عبر الظلمة في غرفته،
التي لا يقطعها سوى ضوء جهازه، ثم نظر
للصحن المليء بالبيض واللحم المقدد،
وكوب العصير البرتقالي بجانبه.


من الصعب عليه ان يأكل بدون الشعور فعلاً بمذاق شيء..
اراد ان يطلب منها ان تتوقف عن ادخال الطعام له
ثلاث مرات في اليوم، لأنها تهدر طاقتها... برغم علمها
انه لن يأكل حتى ربع ما تدخله


لكنه فقط اضعف من ان يتحدث، لقد بلغ التاسعة عشر
منذ بضعة دقائق.. لكنهُ يشعر كما لو كان في التسعين.
نظر الى ساعة المنبه المتوهجة بالاحمر
-والتي تُمثل واحدة من مصادر الضوء النادرة في الغرفة-
الساعة الثامنة والثلاثين دقيقة.


انه رأس السنة ، أي يوم ميلاده...
مما يعني انه قد مضى عامين،
واربعة اشهر، ويومين، وستةَ ساعات، منذُ اخر مرة
خرج فيها من غرفته فيها.


ابتسمَ لتلك الفكرة، لو اخبره أحد قبل اربعة اعوام
انه سيبقى في غرفته لسنين، لسخر منه حتى تنقطع انفاسه!
لقد كان مليئاً جداً بالحياة في ذلك الوقت،
حتى ان البقاء في غرفته لأربعة ساعات ليس احتمالاً وارداً.


اكل ملعقة او اثنين من الطعام الذي ادخلتهُ له،
ثم ارتشف القليل من السائل البرتقالي ليبتلع ما وضعه في فمه،
طعمه كالرماد بالنسبة له ! بالرُغم من انهُ متأكد ان طهو جينا لذيذ..
وانه يعرف انه كان ينبهر بمذاق اياً كان ما تطهوه سابقاً.


سمع ضجة غير مألوفة خارج الغرفة، لقد كان حيّهم واحداً
من اكثر الاحياء هدوءاً في المدينة... لهذا من النادر
سماع مثل تلك الاصوات.
لكنه تذكر الجيران الجُدد الذين انتقلوا للمنزل المجاور؛
وبقدر ما اراد النظر من النافذة ليتحقق من سبب الضجة،
فهو يعلم ان عينيه ستؤلِمانه.


هو لم يرى اي ضوء غير ضوء حاسوبه منذ فترة طويلة جداً،
حتى انه لا يفتح النافذة او يُبعد الستائر سوى في
المساء ليتجنب الضوء!
"انا أتحوَل إلى خفاش"


قال لنفسه -داخلياً- قبل ان يبتسم ويخرج الصحن
وكأس العصير من المنفذ الصغير الذي صنعه في الباب
واتجه لواحدة من العابه الالكترونية التي كانت
تُمثل اهم سُبُله لتمضية الوقت.


انه الروتين اليومي منذ اعوام، باستثناء الجيران
الجدد الذين قاموا بكسره للحظات.

-

انتهى

Happier Than Ever |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن