23

1.5K 62 17
                                    



🤍

..بعد مرور عامين..

Kayos's POV

(هل سيبقى الأمر هكذا؟)

عبر هذا السؤال عقلي بينما خرجت من المبنى، وشوارع مانشستر الباردة كانت تجعل رؤية اي شيء سوى اللون الرمادي شبه مستحيلة.

نفحةً بارجة من الهواء أجبرتني على اغماض عيناي بقوة، وانا اقاوم تلك الفكرة السخيفة، انني سأراه مجدداً بعد ان افتحهما.

بالطبع لم يعد الامر يمزقني مثل الشهور الأولى بعد موته ! ومضادات الاكتئاب؟ كل ما تفعله هو جعل حياتي أسوأ !

آدم كان كالمخدر بالنسبة لي، عندما فقدته، شعرت بأعراض الانسحاب ! الألم الشديد، الفقدان، الفراغ، الهلاوس، الصراخ ليلاً ونهاراً، لكن رحيله وضعني امام الأمر الواقع، أنا لم اكن يوماً بالشخص السوي، آدم كان فقط يتجاوز كل تلك العقد الصغيرة بداخلي، ويغطيها بحبه.

والآن وقد رحل، كان علي ان اتعامل معها.. علي ان أسيطر على مشاعري لأنه لا أحد سيمتص كل الظلام بداخلي طوال الوقت، علي ان أكون شخصاً أفضل، لأنني فقدت جزئي الافضل.. آدم.

بالطبع انتهت اعراض الإنسحاب الآن، لم يعد التنفس صعباً، لم اعد انهار كل خمس دقائق، لم اعد أثمل حتى تخرج معدتي بسبب التقيؤ، لم أعد افقد عشرات الكيلو جرامات ثم اكتسبها مجدداً، لم اعد اتوقف عن الأكل لأسابيع.. ثم آكل بإفراط ! لا شيء أصبح صاخباً ودرامياً كما كان !

لا شيء اصبح حارقاً ! لا شيء أصبح مؤلماً.. لا شيء ! لا احد بوسعه ذرف الدموع لعامين متتاليين..

مهما فعلت، وأينما ذهبت.. آدم كان موجوداً بشكل ما في كل شيء أفعله، في كل واحدة من أفكاري، حتى أكثرها قبحاً.

ولقد تعايشت مع هذا، آدم لن يرحل أبداً، ولن يتعدى وجوده داخلي بعد الآن.. إنه كذلك الألم الصغير، والذي برغم ضآلته.. يقودك للجنون باستمراره.

لقد حاولت مقابلة أشخاص جدد، رجال آخرين، علاقات أخرى، ولقد عبرت أسرة الكثير من الاشخاص الذين لا اعرف ان كان يمكنني دعوتهم بـ(أحبة).. لكن لا احد استطاع إزالة ذلك الألم، ولو للحظة.

الشيء الوحيد الذي كان يشعرني كما لو غرقت في بحيرة دافئة في وسط برودة مانشستر، هو كريس.. الأخ الاصغر لآد.

هو لايضاهي آدم، لكنه يملك الخصلات النحاسية نفسها، هذا ليس كافياً بالطبع، لكن تمرير يدي في شعره، وتخيل أنه هو.. يجعلني، أُحلق ! وفي نفس الوقت يذكرني كم أنا يائس..

Happier Than Ever |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن