عندما تريد الذّهب، لن ترضيك الفضّة، لن يرضيك اللؤلؤ والياقوت.
للفضّة جمالها، ليس عليك أن تصبغها بماء الذّهب.-
في شرفة مطلّة على حيّ سكني، حيّ ضيّق لكنّ الشّرفة كانت واسعة بما يكفي لأن يضع فيها المرء طاولة بكراسيها.
وفي تلك الشّرفة العالية بالتّحديد، جسد فتاة ضئيل، جالس على أحد الكراسي واضعًا ثقله على الطّاولة بغير وعي.عيونها مغمضة لكنّها متعبة بوضوح لأن آثار الدّموع لا تزال ظاهرة على خدّها، تحرّكت قليلًا برأسها فانسدل شعرها الذّهبيّ القصير على بشرتها الحنطيّة.
وبحركتها هذه بان قليل ممّ كانت تخفيه تحتها.ورقة علامات، كانت ملأى برقم ثمانين.
-
ذهب، ذهب، ذهب على مدّ البصر.
عملات ذهبيّة، أقراط وعقود من اللؤلؤ، أشجار عليها مجوهرات وأكوام من الحرير النّفيس الباهظ ثم أكوام هائلة من الأحجار الكريمة وصناديق الذّهب.
هذا وسط كهف حتمًا، وكل شيء فيه ينطق بالثّراء الفاحش. ما كادت جوان تخطو خطوة إلّا وانزلقت بسبب قطع الذّهب فتزحلقت لأسفل الكومة.'ما كان هذا؟'
استوعبت للتّو.وقفت مباشرة كأنّها لم تشعر بألم السّقطة، وهي مدهوشة كليًّا من الذّي تراه عيناها، كلّ هذه الكنوز أبهرتها.
سارت ببطء وهي تلتفّ ترى تفاصيل هذا المكان، ومع كلّ ثانية تُسحر أكثر فأكثر، هذا واضح من عينيها؛ كانتا تلتمعان فما تراه جدير بأن يتملّكها.ثم ما لبثت أن تغلّبت عليها رغباتها تلك، فأخذت تجرّب هذا العقد، وتلبس تلك الأساور، أخذت الأقراط تريد تجربتها لكنّ تحسست أذنيها وهما غير مثقوبتين، لذا أعادتها مكانها بخيبة.
ما كادت تنهي دورتين حتّى صارت مثقلة بالحليّ من كلّ جانب، بعديد من العقود والأساور، تلتقط كلّ بهيّ يروقها، حتّى صارت تلمع من بعيد ولازالت لم تكتفِ بعد.لكن عند هذا الحدّ تريد الخروج ومعرفة وضعها، لذا عليها التركيز.
عقدت العزم لكن كان هذا فاشلًا إلى حدٍ ما، فمازلت تقع ضحيّة لهذا المكان كرّةً تلو الأخرى، تِلو الأخرى، تِلو الأخرى..
قررت جوان أن تغيّر الطّريقة، ستختار أعلى مكان- أعلى كومة وترى كلّ تفصيل في الكهف من هناك، فهذا سيعطيها تلميحًا على أقلّ تقدير، والمخرج سيكون واضحًا من هناك على الأغلب.
انزلقت بضع مرّاتٍ، فملّت وداهمها اليأس، لم تدرك أنّ كلّ ما تحمله وترتديه هو ما جعلها عاجزة عن الصّعود بأريحيّة، لكن طبعًا لن تتخلّى عن شيء منها، لذا عليها إيجاد حلٍّ بديل.
أنت تقرأ
صندوق ذكريات
Fantasy«في هذه الحالة، نحتاج للتّفكير خارج الصّندوق!» «..هكذا؟» «لا. ليس حرفيًّا.» - المسودة الأولى SUE ME