7 | علاء الدّين.

168 7 785
                                    

«كان هناك -أيتها الفتاة السّعيدة المثالية- ولد فقير يدعى علاء الدّين.»
بدأ حكايته فور أن أعطته الموافقة، وها قد صدق حدسها بكونه يقصد نفسه. توقف عن النّظر للسماء مغمضًا عينيه، تركته يتابع دون مقاطعته:
«كان صبيًّا يحبّ اللّهو رغم فقره، ما سبّب خيبة أمل لوالده، الذّي كان يرغب من ابنه أن يصبح خيّاطًا مثله.»

توسّعت عيناها وهو يلقي بباقي كلامه بجفاء:
«لذا تُوفيّ والده من صدمة كون ابنه فاشلًا. وبقي الفتى مع أمه وحيدًا، دون أن يجد عملًا.»

جوان لم تتخطّ أوّل جملة، والده قد- ماذا؟
هو لم يهتم وتابع:
«في أحد الأيّام، وبينما -كعادة هذا الفاشل- كان علاء يلهو هنا وهناك، قابله رجل غريب الشكل واللهجة، وكان يبحث عنه بالاسم!
أخبره الرّجل بأنّه عمّه، وبمَ أن علاقة الفتى بوالده لم تكن ممتازة، ولم يكونا يعرفان عن بعضهما الكثير، السّاذج صدّق هذا الرّجل.»

شردت نظرته وغرقت في السّماء، بينما تغيّرت نبرة صوته:
«بعد بعض الحديث، أخبر الغريب علاء الدّين بأنه يحتاجه وللغاية، لشيء لا يستطيع سواه عمله، وأنّ هذا سيساعده جدًا.»
ابتسم: «وهذا الكلام أسعد الفتى جدًا، كانت أوّل مرّة يحتاجه فيها شخص دون جعله يشعر بالدّونية، لذا بدأ يثق بالرّجل الغريب، وبالفعل تبعه.»

استقام جالسًا مقابلًا لجوان وبدأ يمثّل القصّة بيديه:
«إلى مكان في قلب الجبال، تغطّيه صخرة كبيرة جدًّا، والمكان كان مهجورًا.»

ابتلع ليجدد ريقه قبل أن يتابع:
«بعدها استعمل العمّ سحرًا أفزع علاء الدّين وهذا أبعد الحجر ثم ناول علاء خاتمًا، قائلًا له أنّه سيحميه. ثم أدخله الحفرة وقال له أن لا يلمس شيئًا منها، طلب فقط مصباحًا قديمًا. وعلاء وافق ونزل.»

تحمحم ونظر لها التّي انغمست في القصّة:
«لا داعي لوصفِ ما وُجد تحتها فقد رأيتِ بنفسك كم أنّ المكان هناك غالٍ ونادر وفاحش البهاء والثراء.»
أشار إلى حليّها وهي أومأت موافقة: «هل مسّ علاء الدّين الكنز؟»

«بشكل مفاجئ، هو لم يفعل.» تنهّد واتّكأ مرّة أخرى على البساط:
«كانت الثّروة ستساعده حقًّا وتحلّ مشاكله، لكنّه لم يكن يرغب في افساد أمر آخر مجددًا، ولشخص احتاجه كما هو، لم ينقصه فقدان القليل الذّي حصل عليه من القيمة.»

رفع أمامها المصباح القديم:
«ثم حصل على المصباح واتضح أن العمّ كاذب وساحر واستغله فقط للحصول عليه، علاء الدّين لم يكن يدرك قيمة المصباح وقتها، ولكنه أغضب السّاحر فحبسه هناك داخل البئر.»

«وكلّ ما بقي من القصّة، فقط يخبرك كم أنّ علاء الدّين صدقًا فاشل ولا قيمة له بدون مصباحه.»
صمت ونظر في عينيها:
«به وفقط به سعدت به أمّه، أصبح ثريًّا وتزوّج الأميرة وصار يعيش حياة رغيدة. شعور النّقص لاحقه، لأنه يعلم صدقًا أن لا قيمة له دون مصباحه.»

صندوق ذكرياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن