(لذة الوصول حلوة جداً بس تعب الطريق ب يسيب أثر؛ أثر خدوش في رجلك، و تراب على هدومك، وعرق على جبينك، وأثر كل مرة حاولت وفشلت، كل مرة بكيت انك مش عارف تبدأ منين؟ وازاي؟ وكلام كل شخص كان ضدك و شافك ولا شئ حتى نَفسك، وبرغم إنه الأثر دايم مهما عملت ولا النسيان أو حتى تمثيله يفيد بس لذة إنك تقف في أعلى منطقة من جبل حلمك و تشاور لِ طريق تَعبك وناسه، تنسيك النَفَس حتى.. بهجة قلبك وهو بيقولك 'شوفت؟ صدقت بقا لما قولتلك اني حاسس ب وصولك، صدقت ي خواف!' ضحكتك بأعلى صوت وكأنك ملكت الكون، يمكن كل دا يكون تافهه جدا للي حواليك و عادي يعني انت مش اول ولا آخر واحد يحقق حلمه، الف لسان هيقولك بطل أوڤرة، الف عين هاتقلل منك، هتلاقي اللي ب غشمه ممكن يرجعك ل نقطة الصفر، وقتها اقف قدام نفسك و كرر كتير.. "دا سببي، أثري ودليل غيري ل طريقي، دي بصمتي")
تمت بحمد الله.تنهدت بعمق بعد أن قرأت تلك الجمل للمرة التي لا تعرف لها عدد وفي كل مرة تمر بعينيها على تلك الكلمات يبتهج قلبها، تبتسم و يشرد عقلها في تلك السنين التي كانت بها لاشئ، هامش مهمل على جانب الحياة، تزداد ابتسامتها عندما تتذكر كل مرة حاولت فيها وكانت النتيجة لا شئ..، انتشالها من أفكارها صوت ذاك الشخص القابع أمامها قائلاً
- اتفضلي ي فندم
يضع المشروب أمامها ف تنتبه له وتبتسم شاكره
- شكراً ي سعديبتسم لها ثم ينصرف من أمامها ف تمسك هاتفها الخاص وتخرج رقم مسجل ب (الخِل)، تضغط على زر الاتصال ثم ثواني و..
- الو ايوا ي ورد، أنتِ فين؟
- قربت اوصلك اهو، عشر دقائق واكون عندك
ابتسمت بحماس.. - حلو اوي، ماتتأخريش بقى
- لا يلا دقايق بس
- اشطا، خدي بالك من نفسك
- وأنتِ كمان
أغلقت الخط ثم أمسكت تلك الرواية مُبتسمة، تنظر لها وكأنها أعظم شئ قد يحصل عليه بشري، تقرأ عنوانها 'حلم' مستشعرة كل حرف به ثم ذاك الاسم الذي و أخيراً اعترف به "روح".. ف تلك هي الرواية الأولى لها والتي قد سردت فيها ما يمكن أن يتخذه البعض دليلاً في سيره نحو الحياة، عبرت عما دار بخاطرها ولم تفصح عنه لأحد وكأنها غاصت بروحها وأخرجت أفكارها على ورق.. مرت تلك الدقائق كالهواء لِ تفيق روح من شُرودها على صوت صديقتها الضاحك تقول لها..- ايوا بقى و بقالنا روايات و حفلات.. سيدي ي سيدي
نظرت لها روح بحماس ثم تحركت من مكانها و احتضنتها بشدة قائلة..
- وحشتني، وحشتني اوي والله
- وأنتِ كمان بالله، هاه ايه الاخبار.. رجعت روح إلى مقعدها و جلست ورد قابلتها ف ردت روح قائلة..
- مش عارفه، مش قادرة اوصف لك بس دا بجد؟ يعني بجد دي روايتي و كدا؟
- تخيلي، روايتك ي ستي و دا اسمك و كمان ساعه عندنا حفلة توقيع و صحفيين و ناس كتيرة اوي سعادتك
- بس بس عشان حاسه اني خايفة اوي و متوترة كدا؟
- ي بوزو افرحي ي بوزو أنتِ ب تحققي نجاحك.. الرواية قمر ي روح قمرر
- ي ربي.. بعد كل البُكا دا اوصل لهنا؟
- ياه، ايام.. شايفة ربنا نفس المكان اللي قعدنا فيه بدل المره الف و بعد كل محاولة مني و منك و في الاخر نفشل هو هو المكان اللي قاعدين فيه و كل واحده في المكان اللي عاشت ب ترسم له، عارفه؟ انا لسه بحاول استوعب كرم ربنا و لطفه علينا.. ياه ربنا كريم اوي، اوي ي روح فوق ما اي بشري متصور
طبطبت على أيدها و ابتسمت.. - ما وضع الله في قلب عبداً رغبة الوصول لأمر ما الا لأنه يعلم أنه سيصل إليه
-مبسوطة؟
- مش عارفه
استغربت.. - مش عارفة! واحده غيرك كان تطير من الفرحه أنتِ ساعة كمان وهنقوم نحضر حفل توقيع الرواية!!
- حقيقي مش عارفه، جوايا إحساس غريب كدا عارفه زي اللي طاير كدا وناسي الدنيا و اهلها بس كل شوية يجي في دماغه أن ممكن يقع دلوقتي يموت؟، تعرفي؟ "ضحكت" انا ك روح اللي قادرة تكتب و تعبر عاجزه عن اني اوصف انا فين؟
بس حاسة اني جوايا زعل كبير فضلت اداري فيه سنين ولاجل حظي الفقر يوم مااحس أن لازم اعبر عنه و اني مش قادرة اداري اكتر يبقى في نفس اليوم اللي المفروض بمشي فيه اول خطوه في طريق مستقبلي، اللي المفروض احس فيه اني مالكه الدنيا وافرح حد السماء
عارفة؟ مش انا دلوقتي حققت حلمي أو خلينا اقول في طريق تحقيقه بس مازالت حاسه اني مليش قيمة؟ ومش عارفه اهرب من الشعور
- عارفه المشكلة فين ي روح؟
- فين؟
- انك دائماً مستنيا تشوفي قيمتك في ردود افعال اللي حواليك مع أن دا غلط، مستنيا دائما يتقالك كملي انتي شاطره و موقفه حياتك لحد ما تسمعي الكلمتين دول، احساسنا ب قيمتنا و ثقتنا في نفسنا ك أشخاص بتكون نابعة مننا احنا، من جوانا و دا اللي الناس ب تشوفه، مش لازم حد يكون ماشي ورايا يسقف لي و يقولي كملي بالعكس أنا اللي لازم اسقف ل نفسي و اقويني، افكرني أن عندي اللي مش عند حد و اني مميزة و غيري ميقدرش يعمل اللي عملته حتى لو انا شايفة أن اللي عملته دا أقل كتير مقارنة بغيري وقتها احط في دماغي أني حققت دا في جوا مش مهيأ اصلا لاي نجاح و اني ماشية صح طالما بعمل حاجة مش حرام
- اقولك حاجة ومش هتزعلي مني؟
- مش هزعل، قولي
أنتِ عمرك ما هتحسي ب قيمتك لانك مش شايفها في نفسك اصلا ي روح و الأنيل انك مستنيا تشوفيها في عيني و عين غيري طب ازاي؟
بصي لكل حاجة عديتي بها وحشه كانت أو حلوة، و كام حد أثرتِ فيه، كام مره احتاجتي و مطلبتيش، وكام مره قدرتي تسدي في وقت انتي مش قادرة تسندي نفسك، و كام شخص سيبتِ له بصمه حلوة، اشكري نفسك و اعترفي أنها شاطره و ناجحه و ذكية و غالية.. اسنديها و سقفي لها و فرحيها هي تستاهل
- أنتِ شايفة اني استاهل؟
- تاني ي روح
- ردي على سؤالي، طمنيني
- اللي تقف ضد كل الظروف و تحاول مرة و الف و تعاند مع نفسها لحد ما تقف على رجلها و تقف في وش كل واحد قالها أنتِ فاشلة و هي عينها في عينه و محققه نجاح كبير في سن صغير تبقى قدها و تستاهل ي روح
تذكرت روح كل مرة واجهت فيها الرفض و كل حين كانت فيه على هامش الطريق وكأنها طيف لا يلتفت أحداً له، كان عقلها يغوص في كل شىء مضى حتى تنفست و كأنها تنفض عن روحها غبار الماضي بما مر به، نظرت حولها في ذاك المكان التي لطالما جلست به محطمة، على تلك الناحية المُطلة على البحر، أغمضت عينيها مُتنفسه نسيمه و ابتسمت لتلك الأمواج المُتمردة على بحرها ابتسامة رضا عن كل ما مر ف قد فهمت الحكمة من كل فشل كان.. وضعت يدها في حقيبتها و أخرجت تلك النوت التي لم تفارقها يوماً وبدأت تدون
( كان كل شئ يدعو لِ الابتهاج، وكأن العالم و للمرة الأولى يضحك في وجهها، بعض من الاحلام قد خُطت على ورقاً باهت و بالخطأ النادر سكب عليها الالوان بعشوائية لتَنبض بها الحياه و تفوق من سُباتها مُبتسمة، تتحول من كونها لا شئ، باهته لا يراها سوء صاحبها إلى آثر يدل غيره للخروج من متاهته، أحست انها و لِلمرة النادرة تتنفس حلو الحياة)- تمت ✍️
أنت تقرأ
اسكربتات
Short Storyشوية قصص قصيرة ب تحكي موقف أو شعور أو بتجسد فكرة يجوز تبقى خيال و احتمال واقع، ايهم اقرب 😌