-4-

35 3 0
                                    

كم السماء جميلة، إنها تشعرني بالراحة و الطمأنينة...

حسناً يكفي، علي أن اركز في طريقي لكي لا يتكرر ذلك الحادث...لكنني أتسائل عن حال الرجل الذي انقذني، ربما هو الأن فخور جداً بنفسه...

على أي حال لقد وصلت، كل ما علي فعله هو عدم النظر لأعينهم...

"ما هذا؟،اهو وحش؟!..."

"أظن أن الوحش أفضل منه..."

"هههههه صحيح..."

"لا بأس، لا تهتم لكلامهن، أمضي في طريقك وحسب..."، هذا ما كنت اقوله في داخلي...

حل الليل و الظلام كان دامس المكان، كان الظلام يغمر المكان، كظلام الذي بداخلي...على أي حال علي النوم و التوقف عن التفكير في هذه الأشياء...

حل الصباح لكن داخلي كان لا يزال ليلاً، استيقظت و غسلت وجهي بالماء الصافي، و اعددت لي بيضتين...

ذهبت إلى المحضارة و كان أعين الجميع علي...

"حسناً، لقد جاء، لكن...لماذا تأخرت؟!، إلا تعلم أنه وقت المحاضرة؟!..."

"اعتذر أشد الإعتــ..."

"يا إلهي ما هذا الصوت المرعب؟؟، على أي حال أجلس مكانك ولا تقم بالتكلم..."

....

مرت أيام و كنت لا ازال أبحث عن دواء لصوتي، لكنني لم أكن حتى أحضى بفرصة للتكلم، بسبب صوتي المخيف كانوا يطردونني...

و بعدها تكلمت مع عجوز و لكن الصدمة أنه لم يخف مني، لم يخف إطلاقاً من صوتي ولا من شكلي، كنت متفاجئاً جداً...

ثم قال:

"يا أبني، أنت واضح عليك الطيبة من عينك، لكن أظن أن البشر ارهقوها..."

أجل...أتمنى أن يقدرونني يوماً من الأيام...

"سيقدرونك يا بني، سيقدرونك..."

مشيت و انا أسخر من نفسي...

مرت الأيام و سبقتني التعاسة، تركت الجامعة و ذهبت إلى متجر لبيع الأثاث لكي أشتغل هناك...

كان كل ما يأتي زبون يسخر مني او يخاف مني، و كنت حينها قد تدمرت تماماً...

وفي يوم من الأيام حصل شيء ما لم يكن بالحسبان، لقد رأيتها... رأيتها مرة ثانية!، إنها تلك الممرضة...!، لقد رجعت...بقيت أنظر إليها و الإبتسامة في وجهي و هي تستغرب مني، لكنني لم أرى أي خوف في اعينها...

اشترت بعض الأشياء و نحن لم ننطق بأي كلمه، ثم  غادرت بعدها و كان قلبي يغادر معها...

وعندها توقفت فجأة ثم التفتت لي و ابتسمت، لم اشعر بجسدي حينها، بل ولم أشعر بالذي حولي اساساً، كان كل الذي اراه هي ابتاسمتها الجميلة و التي تركت أثراً كبيراً في قلبي...

ثم قالت وداعاً و تلاشت، كنت متجمداً من الصدمة و الفرح و الحزن، لم أكن أعي ما يحصل حولي، و فجأة صرخ علي المدير و طلب مني أن أعود للعمل...

كان الليل دامس المكان، لكن هذه المرة كان داخلي ينور و كان دافئ...

يا ترى هل سوف نتقابل في يوم من الأيام...

To be continue...

العين الواحدة...Where stories live. Discover now