2

480 17 39
                                    

.
.
.
Hey

Vote & comment ♥️
.
.
Start ⭐

_________________________________________

كانت الدماء تعانق أنامله مهدية إياها لونا أحمر نقيا و بعض آثام الذنوب

أما هو فكان جاثيا على ركبتيه عند قارعة الطريق، لم يصدق أن تلك العينين قد أغلقتا للأبد و غرقتا في الظلام إلى الأزل، لم يستطع استيعاب ان التراب سينهش تلك الملامح بعد مدة لتتلاشى كأنها لم تكن يوما، ولا كان قادرا ان يدرك ان تلك الروح الفريدة قد طارت و غادت بعيدا بعيدا ولن يلتقي بها أبدا مجددا.

تساقطة قطرة رقيقة من تلك الدماء متسابقة مع دموعه لتنفجر على الرصيف البارد بينما هو لا يزال يحمل الجثة بهلع باحثا عن شخص ما عله يعيد إليها روحها،

رفع رأسه إلى السماء بمقلتين يفقؤهما الألم و ملامح وجه مزقها الألم و الفقدان المرير، نظر للأعلى و صرخ صرخة اخترقت طبقات الغيوم الكثيفة و السماوات المتكدسة على ثخانتها" مااات، ابني لقد مات، لقد قتله امامي، رحل للأبد، رحل "
و ازدادت مضامير دموعه ازدحاما و شهقات صدره صخبا، بينما الناس حوله فقد اجتمعوا محدقين بعيون مرتعبة و ثغور مشرعة

" كات " صرخ المخرج من فوق كرسيه الذي يظنه عرشا ملكيا لينتهي كل شيئ و يتوقف تصوير هذا المشهد،

و فجأة عادت الروح لذلك الطفل الميت مجددا و سار سليما مبتعدا عن ساحة التصوير حتى يحين موعد المشهد التالي، أما ريو فقد نفض يديه بخفة و استقام متحركا نحو الحمامات،

أخذ يفرك يديه ليسيل اللون الأحمر الزائف ذاك متوحدا مع المياه النقية لتبتلعهما المغسلة عبر مريئها الطويل.

نظر إلى نفسه في المرآة، أو فلنقل نظر إلى سايمن، الشخصية التي يمثلها في المسلسل،

شعر بني معاد للخلف مع بعض الأتربة العالقة فيه لإضفاء بعض الواقعية، بالطبع هو شعر مستعار، ذقن محددة و مرسومة بدقة نظرا لأن بشرته قاحلة لا أثر فيها حتى لبصيلة شعر واحدة، هالات مرسومة بمهارة تحت عينيه و بشرة تحوي بعض الندوب،ثم هناك تلك الملابس الكلاسيكية للغاية و التي تجلت بقميص سماوي و بنطال بني فاتح، يبدو شخصا مملا، لكن خلف ذلك الشكل الباهت و الجامد تقبع قصة المسلس كلها.

أسرعت أصوات صراخ لتدخل باب الحمام و كأنها تطلب النجدة في الخارج و تشد مسامع ريو إليها فخرج مسرعا ليستطلع الأمر، و ما عثر عليه هناك كان المخرج يتشاكل مع أحد الممثلين و يصرخ فيه، ربما بسبب مشهد ما، ثم أخفض رأسه بيأس و أخذ يدعك جسر أنفه لثوان قبل أن يقول
" انتهى التصوير لليوم، الجميع سنكمل غدا "

عقد ريو حاجبيه ببعض الحزن، بالنسبة للبعض فهي إجازة من النعيم، لكن له، العمل هو حياته، ربما لانه يتقنه و بمهارة.

خلف الكواليسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن