خلف الكواليس

4

.
.
Hello
Miss u
Vote & comment
Plz
.
Have a nice time 😻
.
_________________________________________

خيّم الليل فوق المدينة ليعتصر ناطحات سحابها بظلامه و غيومه الباردة،

الطقس كان قارسا قليلا و النجوم تجمدت و هي تلمع في آفاق السماء كجثث حفظت على حالها بين جليد القطب الشمالي.

لكن ذلك البرد لم يؤثر على صاحب الجسد النحيل الذي يقف على الشرفة فاتحا صدره و جسده لصفعات الرياح الباردة، بينما كل ما يغطيه هو بوكسر أسود اللون.

كانت سيجارته جليسة له على تلك الشرفة بينما أنوار السيارات تحته تركض مسرعة على مدى الطريق كمجموعة أطفال خائفين من وحش ما.

و بنقرة خفيفة على صدر تلك السيجارة أسدل صفوتها نحو أسفل الشارع بعكس اتجاه دخانها.

عشعش الظلام في كل شبر من شقته الحزينة، كل ما تستطيع تمييزه فيها هو بعد.الظلال الأولية الملقاة في المناطق التي يصيبها ضوء القمر الحزين،

لطالما فكر ريو أن القمر حزين و بائس ك شوكة في حقل من الياسمين، لأنه وحيد بين النجوم، انه اقوى من تلك الياسمينات ب كثير و جميل أيضا بطريقته الخاصة، لكن لن يأبه أحد به، ف ما من نظام ملاحة يعمل على القمر، بك كلها أصلها النجوم.

في تلك الآونة و بينما ريو لا يزال معطيا ظهره لشقته متكأا على درابزين الشرفة، فُتِحَ باب شقته ليتسلل عبره خط ضوء طويل قادم من الخارج انتصفه ظل متسلل.

و ها هو ذا الباب يغلق مجددا من الداخل بحذر، و تبدأ الخطوات المتتالية تتحرك بهدوء نحو الشرفة حتى وصلت بابها.

" ريو، ريو " نادى صاحب الظل ل تتسع ابتسامة ريو مظهرة نابيه الطويلين نسبيا

و من دون ان يستدير أخذ نفسا من سيجارته ثم رماها و كأنها لم تسامره طوال هذه الدقائق محاولة ارضائه، ثم قال بعد ان دفع آخر رحلة من دخانها عبر فمه

" كنت واثقا من أنك ستأتي "

" اذا هيا ادخل " تحدث ذلك الرجل من خلفه ل يجيبه ريو باستفزاز

" لما لا تخرج انت من العتمة الى هذا النور هنا؟"

" لا استطيع، لا اريد ان يراني احد " رد عليه المجهول ل يضحك ريو بخفة ضحكة ك عسل مسموم، جميلة للغاية لا بل فاتنة كادت تجعل طوب البناء تقع في حبه، لكنها تخفي خلفها الكثير

" هذا الفرق بيني و بينك عزيزي، انا لا اخشى الاعتراف بحقيقتي و الصراخ بها، بينما أنت لا تتجرأ على غسل قناعك من الاوساخ النتنة عنك و تقوم بما أفعله تماما لكنك لا تتجرأ على الافصاك و تخفي هذا، أوليس سببا كافيا لأكون أفضل منك ؟ " قال ريو ثم استدار عابرا بقدميه الحافيتين من جوار ذلك الرجل ليدخل مجددا.