رمادٌ كانت لكنها مليئةً بِنيرانٍ تَكاد تَنطفء لا تَرضى الخفوت ، شُعلتها لازالت باهتة و رُغم الرياح التي هبت عليها لم تَنطفأ بَل قاومت حتى تُزيد مِن سطوعها ، و هذا ما تُمثلهُ رمادُنا و هي تَكتُب.
" ماذا حقًا ، هل رماد نَشرت جُزءً أخر مِن رواية غُراب؟."
صَرختُ بِصوتٍ مُتحمس و أنا أكُلم صديقتي آريانا على الهاتف و
لفَرحةِ ما سَمعت لم أنتبه للشَخص الذي كان قادمًا في نَفس طريقي.إذ أنني كُنت امشي بِعجلةٍ لأجد مكانًا للجلوس في المكتبة حتى أستطيع الحصول على شَبكة انترنيتٍ تَجعلني قادرةً على قراءة فصلًا جَديدًا مِن روايتي المُفضلة لكاتبتي المُفضلة.
و لكن شعوري بِجَسدي يَصطدم بِجَسد أحدهم هو ما سَحبني مِن ذروة سعادتي و أنا أتأوه بِصوتٍ خافت بَعدما شَعرتُ كما لو أن جُمجمتي رُجت بِفعل هذ الاصطدام.
حسنًا هذا ليس حقيقي بَل مُجرد مُبالغةً مني...
في موقفٍ آخر لرُبما صَرخت بِالشخص المُقابل بأنهُ اعمًا لا يَرى و لكنني كُنت المُخطئةَ هُنا لكوني انشغلتُ بِالهاتف و ما قالتهُ آريانا لذلك كبحتُ لساني عن الشَتم.
و حينما أردتُ الاعتذار لمَنْ أصطدمت بِه توقفت الحروف في حُنجرتي دون أن تَخرج حينما لمحت مَنْ كان أمامي ، لم يَكُن شَخصًا مَشهورًا و لا امرأة كبيرة ، لا فتاةً مغرورة و لا طِفلًا صَغيرًا...
مَنْ كان أمامي كان شَابًا جميل الملامحِ ، ملامحه هادئة و عينيه باهته ، اردتُ التَدقيق في وجههِ و لكنني سُحبت و جُذبت مِن كُل ما حولي بِسبب قَميصهُ الأسود الذي يَرتديه و احزروا ماذا كان مَكتوبًا عليه!....
لأنك سماء
لأنك سماء مليئة بِالنجوم
سأمنحك قلبي
لأنك سماء
لأنك سماء مليئة بِالنجوم
و لأنك تضيئين الطريقكان ما مكتوبًا على قَميصه الأسود هو الأغنية التي تَشاركها كُلًا مِن جاز و أوغسبيان حينما هربا مِن قِسمهُما ، و شَخصًا يَحفظُ كُل كلمةٍ تَكتُبها رماد كما لو أنها جُرعةً لاستمرارها في هذا العالم البائس كانت تَعلم بأن هذه الأُغنية ذُكرت في الفصل السابع و الثلاثون بِعنوانٍ كان يَتكلم عن الكثير بِحروفٍ قليلة " ضمادات و رصاص" مِن روايتها غُراب.
أنت تقرأ
رَماد
Short Storyكانت نَظرة صغيرة للقميص لكنها شَرحت الكثير و كانت سببًا في تَعارُفهما بِكتابةٍ جميلة لكاتبةٍ سرقت قلبيهُما و انتشلتهما مِن قباحة العالم بِأناملٍ كَتبت مشاعرًا لم يَستطيعا التَعبير عنها يومًا. كان يَرى نَفسهُ في ليفاي و مشاعره ، باعتقادهُ شَخصًا يَفت...