" 4 "

289 17 2
                                    

.
.
.

مرت الأيام و هالطفل اللي ما كان
يتجاوز الخمس كيلوات .. أصبح
عمره ٦ سنوات .. كانت جدته
أم خالد هي اللي تهتم فيه و
تداريه ..

أما البقية فكان كل واحد مشغول
بنفسه و عياله ..

صحيح إن بيت جدّه كان موفر
له الأمان .. لكن الأمان مو كل
شي ..

كان جدّه عبدالله قاسي جداً
فيه من غلاظة البدو و جفاهم
الشي الكثير ..

و فوق ذا كله .. إنه ما كان راضي
أصلاً عن زواج ولده خالد من
ريم .. لأنها بنت أكبر منافس له
في السوق ..

كان جالس في الصالة يلعب لوحده
في هالقصر الكبير ما تكاد تسمع فيه
نفس و كأنه مهجور ..

و هذا بسبب إن عيال أبو صالح
و بناته كانوا كلهم متزوجين و عندهم
بيوت .. عدا خالد اللي مطلق و عايش في
لندن ..

كانت في غرفتها تو مخلصه صلاة
الضحى .. قامت و هي لابسة جلال
الصلاة و خرجت من غرفتها تدور
حفيدها اللي يأنس عليها وحدتها
في هالقصر ..

وقفت بالصالة و هي تشوفه يلعب
ابتسمت و هي تناظره : صقر صقر

إلتفت بكل براءة صوبها و قام يجري لها
و حضن رجولها بحكم إنه باقي نتفه صغير ..

أم خالد بحنان و هي تمسح على راسه : يا عساني لا خلى من هالوجه .. كليت فطورك و انا امك ؟

هزّ صقر راسه و هو يبتسم ..

جدتي متى نلوح نشتلي لعبه ؟

ضحكت أم خالد : يا قليب جدتك إنت ..
خلاص أشوف عمك فواز إذا فاضي ياخذنا ..

جلست أم خالد و اتصلت بفواز .. رن ثواني بعدين رد : هلا يمه
أم خالد : سلام عليكم كيف حالك يا ولدي
فواز بإبتسامة : وعليكم السلام بخير طال عمرك انتي شخبارك ؟
أم خالد : الحمدلله بخير .. بغيت انشدك كانك فاضي ألحين ..
فواز عقد حواجبه : آمريني يالغالية اش بغيتي ؟
أم خالد : أبد بس إن كانك فاضي تودينا أنا و صقر بغيت اشريله لعبه ..
فواز : اممممم طيب أنا عندي شغله مهمه بالشركة أخلصها على أذان الظهر ..
لكن ما عليه ورى ما تخليني أجيبها له بدون ما تطلعين و تتعبين نفسك يا اميمتي ؟!
أم خالد و هي تناظر صقر اللي جاب جزمته و يلبسها بحماس : و الله يا ولدي ودي أخذه و أفرحه شوي هالمسيكين تعرف دايم لوحده بالبيت و أبيه يروح ياخذ اللي بخاطره ..
فواز تنهد : طيب ما يخالف يمه أنا أخذكم العصر ..
أم خالد : لا خلاص ما عليك بنروح مع السواق إنت لا تشغل نفسك .. يلا مع السلامة

قفلت أم خالد من ولدها و قامت لبست عباتها و دقت على السواق يجهز السيارة ..

كانت تشوف في صقر عوض لها عن ولدها خالد اللي راح عنها و جفاها حتى من الوصل ..

______________ ..

في مكان آخر ..

كان واقف خلف الزجاج و يتأمل قطرات المطر اللي قاعده تنزل و حركة الناس بتلك الشوارع المزدحمه .. و يرتشف من كوب القهوة كل فترة ..

٦ سنين آخر لقاء كان بينهم .. للآن ما نسي
دفن نفسه بالأعمال و الصفقات قدر الإمكان
لكنه عجز ينسى ..
حبه اللي قاتل عشانه بشتى الطرق

حاول إنه يحميه ..

حتى لما بغى ينتهي
سعى بكل جهده إنه ينعشه

وليته ما أنعشه !!
آلم نفوس أخرى بريئة
نفوس ما لها ذنب
سوى أن إحداهم كانت فتاة أحبته
و الأخرى طفل لا حول له

ناظر الخاتم اللي في يده
قلبه في يده و هو يقرى المكتوب داخله

حرفين و قلب ..

قطع عليه سرحانه دخول السكرتيره
و هي تقوله بالانجليزي إن عندهم اجتماع

حط الخاتم بجيبه و أخذ ملف المشروع
و خرج من مكتبه ..

____________ ..

كانت جالسة بالصالة و معها كتاب تقرا فيه

مر وقت قبل ما تحط الكتاب على الطاولة
و تنادي الشغالة : لينداااا .. ليندااا

جات الشغالة بسرعة : يس مدام

حنان و هي تشرب من قهوتها : وين ماما كبير ؟

ليندا : ماما كبير يروح مع سواق للسوق

حنان بعدم اهتمام : امممم خلاص روحي

رفعت جوالها و اتصلت على أمها .. دقايق و ردت : هلا بنيتي
حنان : هلا اميمتي .. وينكم

أم خالد : تونا راجعين من السوق
حنان : معك أحد ؟!
أم خالد : ايه أنا و صقر رحت اشتريله لعبه يا حليله مبسوط ..
حنان دارت بعيونها و قالت ببرود : ايه .. يلا بس حبيت اتطمن عليك ..
أم خالد : ما تقصرين يلا فمان الله
حنان : بحفظه .. وقفلت

أم خالد تنهدت و هي تناظر صقر اللي كان مبسوط من اللعبة اللي شراها .. ابتسمت بأسى على حاله ..
لا أم لا أب و غير كذا محد بالعايلة يهتم فيه أو يحبه ..

حتى بدرية اللي مرضعته ما تسأل عنه
ما ألومها .. إذا أمه و هي أمه ما نشدت عنه
الله يصلح الحال .. توسعت عيوونها و هي تشوف اللي مقبل بوجههم و بسرعه حضنت صقر اللي كان جنبها ..

____________________>>>

صقر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن