" 6 "

350 22 8
                                    


يازمان العجايب وش بقى ماظهـر
كلِّ ماقلت هانت جد علمٍ جديـد
إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهـر
بين قلبٍ عطيب وبين خلٍّ عنيـد

لو تفيد المدامع كان أسيِّـل نهـر
مير كثر التوجِّع والدَّمـع مايفيـد

(خ.الفيصل)

__________________

دخل بغضب لرواق المنزل و تكاد أنفاسه تخرج لهباً و أعيُنَهُ تقدح شرراً ..

خطى خطواته اللي تكاد تكون قفزات و هو يطلع الدرج ..


كان جالس بحزن في سريره اللي ما صار يفارقه و معه سيارة صغيرة يلعب فيها ..

ثواني و انفتح الباب و كأن عاصفة اقتحمت عليه الغرفة .. رفع عيونه بفزع و هو يشوف تلك النظرات النارية اللي تكاد تخترقه

سحب طرف اللحاف و تمسك فيه بخوف ..

كان يناظره بنظرات غاضبه .. و الشي الوحيد اللي يدور في ذهنه إن هذا هو الورقة اللي بيحرق قلوبهم فيها ..

تقدم بدون اكتراث و مد يده و مسك هذاك الجسد الصغير من ورى ظهره و شاله بيد وحده و كأنه قطّة تحملها أمها ..

بس الفرق إن هذيك شايلة عيالها برحمة
و هذا الجلمود شايل ولده بكل قسوة ..

انعقد لسانه من الخوف .. ما يدري هذا المتوحش اش بيسوي فيه .. و و خايف يتكلم يأذيه ..

كل اللي قدر إنه يسويه هو إنه يترك المجال لدموعه تنزل .. و صوت أنين خافت يخرج من صدره ..

________________________________

كانوا توهم راجعين من الشركة ..

خميس بثقل : يا ولدي يا صالح لا تنسى تمر المقاول اليوم عشان تتابع الوقف معهم ..
صالح بنبرة ثخينة : أبشر طال عمرك .. و عسى الله يرحم خالتي مزنة و يجعل هالوقف أجرٍ لها ..
خميس بحزن : اللهم آمين

صالح و هو يشوف الحزن ارتسم على محيا أبوه : يبا .. ودك نروح المزرعة تونس صدرك شوي ؟
خميس : لا و انا ابوك .. ودني البيت أبو نايف بيمر يتغدى عندنا بالبيت
صالح هز راسه : على أمرك

سكتوا بعدها ثم تناقشوا في بعض أمور الحلال إلين وصلوا البيت ..

نزلوا و صالح يمشي جنب أبوه بإحترام .. و قبل يدخلون المجلس انتبهوا للي خارج من البيت من بعيد  و شايل جسد صغير بيده ..

خميس توسعت عيونه : هالمهبول علامه شايل ولده تسذا !!
رح شف اخوك يا صالح لا يجرم بهالضعيف .. يلا روووح

تحرك صالح بسرعة و هو يبغى يدرك أخوه : خااااالد ..

خالد إلتفت لمصدر الصوت ببرود و شاف أخوه اللي يمشي صوبه بسرعة لين اقترب : نعم !!

صقر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن