" 5 "

282 17 9
                                    

.
.
.
.

كان ماسك لعبته بيدينه و فرحان فيها مرررررة

كانت الدنيا مو سايعته من الفرحة
و كل شوي يلتفت لجدته و هو مستانس

و هي تبتسم له و تمسح على راسه

... ما كان يدري إن هاللذة و هالدفء
اللي تمتع فيه بسنواته القصيرة

إنه بلغ منتهاه .. و

نفد ..

أجزاء من الثانية كانت كفيلة
بوضع خاتمة لهذه الفصول ..

صوت احتكاك العجلات

نظرة الخوف بعيون جدته

سواد عبايتها و هي تحضنه

صوت ارتطام قوي ..

يتلوه عدة ارتطامات و السيارة تتقلب

ثم هدوووووووووء ..

كان ساكن و ما يحس بأي شي

كل اللي قدر يستشعره

ريحة جدته ..

.. ا ايه ريحتها المميزة

ريحة حضنها اللي ما ينساه

اا ايه .. ريحة حضنها

و دفاها ..

و شي ساخن ..

فتح عيونه ببطء

و هو يشوف يدها البيضاء
اللي ياما مسحت بها على راسه
و ياما احتضنت وجهه بها

كان فيه شي أحمر يسيل عليها

ثم غمضت عيونه و هو ما يشعر بشي ..

______________ ..

كل فراق يهون .. إلا فراق الرفيق
و كل فاجعة تهون .. إلا فاجعتك بمن تحب
و كل وداعٍ يهون .. إلا وداع قلب لحبّ

دخل و هو يجر عصاه جراً
مفجوع موجوع بالخبر ..
صالح جنبه يسنده و يصبر فيه
كان يمشي و كله انكسار
مو مصدق إنه فارقته

راحت و تركته ..

كان دايم بعيد و لاهي عنها بحلاله و تجارته
كانت وحيده .. و مع هذا صابره
ما تشتكي لأحد و لا تبث همها
لأي مخلوق ..

أول ما سمع الخبر غضب مثل البركان
و هو يتوعد فهالشخص اللي نشر
هذي الكذبه ..

انطلق للبيت مع ولده صالح
أبى إنه يروح المستشفى ..

كان متأمل إن هالخبر مو صحيح
الفجر قابلها و هي لابسه جلال
الصلاة و تقهوى معها و بخرته

كان وجهها مثل القمر ..
و كأنها بأول ليلة بزواجهم

وصل البيت .. دار بكل أجزاءه
ما بقى مكان ما دورها فيه

خارت قواه و هو يشوف جلال صلاتها
فوق سجادتها ..

و انقلب غضبه لشحوب ..

أخذه صالح لما شافه هدأ

و ما درى إن هذا ماهو هدوء
بقدر ماهي صدمه ..

.....

وصلوا قدام غرفة الانعاش و كان فواز
جالس على كراسي الإنتظار هو و باقي اخوانه
كانت حالتهم ما تسر الكل يبكي
ماهم مصدقين إن أحن مخلوق عليهم
بهالدنيا فارقهم اليوم .. و فجأة

قرب عبدالله من عياله و هو يناظرهم
بضياع .. يسترجي أمل من أحدهم
بس كل تعابيرهم ما كانت تنطق
إلا بالحزن .. : وينها

قام فواز و هو دموعه مغرقه وجهه
وحضن أبوه و انتحب : راا راااحت يبااا
رراحت الغالييية ..

و حنان زاد نحيبها و هي بحضن الجازي اللي تهدي فيها ..

و خر عبدالله ولده فواز و مد يده و فتح الباب و دخل ..

غرفة باردة بالحيل .. كل شي فيها
كئيب .. سااكن .. هدوء فضيع

شاف الجسد المغطى بشرشف
و يتوسط الغرفة ..

قرب منها و هو يناديها : أم خالد ..
يالغالية ..

ما سمع رد منها .. قرب و مد يده اللي ترجف
بهدوء .. و سحب أطراف الشرشف

إلين انكشف عن أطهر وجهه عرفه

توسعت عيونه و هو يشوفها بهالمنظر

و الدم اللي مغطي بشرتها الطاهرة

نزلت دمعة قهر على خده و صرخ بقلّ حيله :
مزننننــــــة ... لااااااااااااااااااااااا

دخلوا عياله على صراخه و هم يهدون فيه
و فجأة طاح عليهم ..

___________________________  >>

صقر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن