الجزء السابع

833 112 31
                                    

الجزء السابع
من رواية:حضرت المحامي
بقلمي:
نورهان خالد
عندما تتعود على التعاسة و تنسجم مع اليأس تأتيك السعادة لتعكر مزاجكَ.

جاء صباح جديد لمنزل عائلة الكيلاني، كان غارقاً في نومه ولكنه استيقظ على صوت رنات هاتفه العاليه..فتح عيناه بأرهاق فطيلة الليل لم يستطع النوم فألم جسده منعه ولكنه تحسن قليلاً عندما اخذ المسكن خاصته..جذب الهاتف من جانبه ليجد شاشته تنير بأسم "هشام" ابن خالته..نفخ بغير رضا من مكالمته وقرر عدم الرد ولكنه عاود الإتصال مره اخرى به فضغط زر الاجابه وقال بنفاذ صبر
"الو"
فجاء له صوت ابن خالته
"ازيك يا حمزة"
مسح على شعره في محاولة لتهدأت نفسه وهو يجيب
"الحمدلله يا هشام، في حاجه ولا ايه"
فأجاب ابن خالته قائلاً
"انا داخل على المكتب انت موجود هناك"
أصبحت ضغطة يده على هاتفه أقوى عندما أجاب
"لا انا في المحكمه"
ظهر في نبرة "هشام" اليأس حين قال
"بجد طيب خلاص هتيجي امتى البيت"؟
فأجابه قائلاً وهو ينهض من فوق فراشه ويتجه نحو المرحاض
"على بعد العصر كده"
فجاء له الرد قائلاً
"خلاص ماشي ان شاء الله اجيلك"
ركن هاتفه على رخام الحوض وهو ينهي الحديث معه بأخر كلماته
"ان شاء الله"
وما إن أنهى جملته أنهى معها المكالمه ثم قام بفتح الماء والبدء في غسل وجهه.

اما على الجهه الأخرى كانت "عاليه" مستيقظه، تجلس مع ابن اختها "يزن" الذي سألها
"هو انا هروح امتى عند بابا وماما"
ابتسمت فور ان تخيلت ان شقيقتها الان جالسه بجانب زوجها التي كانت تبكي كلما اشتاقت له
"بعد بكره يا حبيبي هتروح"
عبث وجه الطفل فلاحظته هي فمطت شفتيها مقلده اياه وهي تسأله
"مالك بس يا زيزو"
صرح لها الطفل بحزن
"انا كنت عاوز اقعد معاهم"
ابتسمت على نبرته الواشكه على البكاء
"هتروح تقعد معاهم بس مش دلوقتي"
فسألها الطفل ببراءه
"ليه مروحش دلوقتي يعني"
لم تعرف ماذا تجاوبه ولكن أول شيء جاء في رأسها هو أول ما قالته
"علشان هما راحوا المستشفى علشان صاحب بابا تعبان"
فعاد الطفل يقول
"ما يخدوني معاهم"
فقالت سريعاً
"مينفعش علشان في المستشفى مش بيدخلوا الصغيرين"
وقبل ان يقول شيئاً اخر كانت قد نهضت تقول
"يلا بقي روح اقعد مع تيتا علشان انا رايحه الشغل"
هز الطفل رأسه بموافقه، نزل من فوق المقعد الذي كان يجلس عليه وذهب نحو جدته اما هي نفخت بتوتر لتقول بضحك وهي تلملم اشياءها
"تكه وكنت هقوله الحقيقه"

لملمت أغرضها وانطلقت نحو الخارج تقول
"سلام يا ماما..سلام يا زيزو"

"تعالي هنا يا عاليه"
ذلك الصوت صدمها فهي كانت تعتقد أن والدها ذهب إلى عمله ولكن بنبرته تلك أكد لها ان "دكتور أشرف" قص له ما حدث فالتفتت تقول بتوتر
"نعم يا بابا"
كان خارجاً من غرفته،وبيده كوب قهوته..فاقترب منها وهو يقول بحزم
"داخله طالعه ومتقوليش انك نقلتي للعناية"
زفرت بأرتياح فهو بتأكيد مازال لا يعلم فقالت سريعاً موضحه
"انا لسه ناقله امبارح وانهارده أول يوم ليا"
ناظرته تنتظر إجابة منه ولكنه وقف يترقبها..ذلك الطبيب "غنيم" صاحب العيادة التي حصلت على المركز السادس في شهرتها وهي "عيادة العلاج الطبيعي" يعمل بها لأكثر من ثلاثون عاماً هو وابنه الطبيب "مؤمن"..العلاقة بينه وبين "عاليه" ليست على ما يرام فعلاقته بها تغيرت تماماً عندما حصلت على مجموع منخفض في الثانويه العامه ولم تستطع الالتحاق بكلية الطب ودخلت في الاخير كلية التمريض مثل شقيقتها "ياسمين" التي تركت المهنة بعد زواجها وتفرغت لمنزلها وتربية ابنها ولكن امله كان ب"عاليه" كبير فهي كانت متفوقه دراسياً ولكن بالاخير جاءت حكمة الله الذي لم يكتشفها احداً إلى الآن ولكن "عاليه" على يقين بأن الخير قادم لها.

حضرت المحاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن