الجزء الثالث عشر

717 91 15
                                    

الجزء الثالث عشر
من رواية:حضرت المحامي
بقلمي:
نورهان خالد
وأياك العتاب لمن هُنت عليه، فلا عتاب لمن خان.

قلبها كان مليئًا بالأحلام والمخاوف، بدأت بينهما محادثات هاتفيه كانت تلك اللحظات تجعلها تشعر بالسعادة، لكنها كانت تخفي سرًا عميقًا.

كانت تخشى من أهلها، خاصة والدها وشقيقها الذي كان صارمًا في نظراته وقراراته. كانت تعلم أنه لا يوافق على فكرة التواصل مع الشباب، لذلك قررت أن تبقي علاقتها معه سرًا. كلما تواصلت معه، كانت تشعر بالخوف من أن يكتشف أحد، لكن في نفس الوقت، كانت تشعر بالسعادة لأن هناك شخصًا يهتم بها.

في كل حديث، كان "كريم" يعدها بأنه سيكون دائمًا بجانبها، وأنه سيأتي يومًا ما ليطلب يدها من أهلها. لكنها كانت دائماً ما تشعر بالقلق. هل سيكون وفياً لوعده؟ أم أن الوعود تبقى مجرد كلمات في الهواء؟ كانت تخشى أن تتأذى مشاعرها، وأن تصبح ضحية لوعود كاذبة.
بدأت تتساءل عن مدى جدية "كريم". هل كان يتحدث معها بصدق، أم أنه مجرد شاب يبحث عن مغامرة عابرة؟ كانت تشعر بضغط كبير من مشاعرها المتضاربة. وفي لحظة من الشجاعة، قررت أن تواجه مشاعرها. طلبت من "كريم" أن يلتقي بها وجهًا لوجه، لتحديد مستقبل علاقتهما.

عندما اجتمعا في أحد المقاهي الهادئة، شعرت بالتوتر. ولكن نظرة كريم وأسلوبه في الحديث جعلها تشعر بالراحة. أخبرها بأنه يخطط لطلب يدها، ولكنه كان ينتظر الوقت المناسب ليكون مستعدًا لمواجهة أهلها. تبادلوا الأحاديث والوعود، لكن كانت لا تزال تشك في أن يكون وفياً.

وفي النهاية، قررت أن تعطي له فرصه، ففي الحقيقه هي وقعت في شباك حبه ولن تستطع التخلي عنه بسهوله.

جلست على فراشها تستعيد حديثه الذي قاله لها عندما تقابلوا
"زينب"
شتت تفكيرها دخول والدتها فالتفتت تجاوبها
"نعم يا ماما"
فقالت الأم بحنان
"بنادي عليكي من بدري، عندك لبس عشان بغسل"
نظرت إلى حامل الغسيل المتسخ وجدت به حجاباً فقط فقالت لها
"في طرحه بس"
فذهبت الأم تجاه الحامل وكذبت الحجاب ورحلت، فنظرت "زينب" في أثرها بحزن لما تفعله دون علمها ولكنها هونت على حزنها بقولها
"هيجي يتقدملي وساعتها الشعور ده كله هيروح وهكون مرتاحه"

_____

في أحد الأحياء الهادئة، عاشت الزوجة الثانية، حياةً مليئة بالمشاعر المتناقضة. كانت تشعر بالسعادة لحب زوجها، ولكن في الوقت ذاته، كان هناك شعور دائم من عدم الأمان. تعلم أنه يحب زوجته الأولى، ولكنها كانت تأمل أن يكون لها مكان خاص في قلبه.

في صباح أحد الأيام، بينما كانت تجهز الإفطار، تذكرت اللحظة التي تعرفت فيها عليه. كان هناك شيء خاص فيه، يجذبها إليه بشكل لا يمكن تفسيره. ومع مرور الوقت، بدأت تتعمق في عالمه، وتكتشف تفاصيل حياته وعائلته. كانت تسعد عندما يخصص لها وقتًا، ولكنها كانت تشعر بالقلق عندما يتحدث عن زوجته الأولى.
تشعر أحيانًا كأنها تعيش في ظل، حيث لا يمكنها أن تُظهر مشاعرها بالكامل. كانت تخاف من أن يُفضلها على الأخرى، لأنها لا تريد أن تكون سببًا في أي ألم. كان الحب الذي يجمعهما يتسم بالتعقيد؛ فكلما اقتربت منه، زادت مخاوفها.
في إحدى الليالي، عندما كانا يجلسان معًا، شعرت بالجرأة وطرحت عليه سؤالًا عما يشعر به تجاههما. نظر إليها بحب، وأجاب أنه لا يستطيع التفريق بينهما، وأن كل واحدة منهما تمثل جزءًا مهمًا من حياته. شعرت بارتياح، لكن في ذات الوقت، عادت مشاعر عدم الأمان لتظهر من جديد.

حضرت المحاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن