"الفَصل الأول "

543 53 45
                                    

بَين الليالي السوداء والليالي الجَميلة
يُحاول الزَمانُ أن يُعيد نَفسه،
بَين الدِماء والخوف بَين الجَمالِ والقُبح
رَهبةُ وَخوفٌ دَفين من ماجَرى في تِلكَ الليلة،
ألَم يَكسِرُ حاجِزَ الخَوف، صُراخٌ يُحيي المَوتى، روحٌ تُلاحِقُ قاتِلهـا فَتاة كانَت ضَحية لِتُصبح، فَراشـة.. "فَراشة بَشرية "

يَنظُرانِ إليهـا بِعُيونٍ دامعةٍ ويتوسلانِ قائِلين:
_ أرجـوكِ يا أُمي أرجوكِ دَعينا نذهب، نَعـِدُكِ أنَـنا سَننتبـِه لأنفُسِنـا وسَنَعودُ لكِ سالِمين

أردفت أُمُهمـا بِغضب: 
_ أُخرُجـا مِـن مَطبخي، وَغير مسموحٍ لَـكُمـا بالذهاب!

خَرجا مِـن المَطبخ وَهـما حَزينان ثمّ توجَـها إلى غُرفتهما، دَخلا الغُرفة وأقفل حُذيفة الباب، جَلسَ كُل مِنهُمـا على سَريره وأخذا يُفكِرانِ بِعُمق إلى أن صَرخت ميلاف قائِلة:  وَجَدتُهـا!

_ ماذا وجدتِ؟! 

_ اعرِف كَيف سَنُقنِعُ أُمي لِتسمح لنا بِالذهاب

رَد حُذيفة قائِلاً بِحماس: حقاً، كيف اخبريني هَيا؟!

_ إن أُمـنا تَثق بِالأستاذ نَجيد لِأنهُ ساعَدنا كَثيراً عِندما كـُنا نتعرض لِلتَنمر و عِندما مَرضت هو مَـن تَكفل في علاجي

_ نَعـم، إنهُ رَجلٌ طَيب ولكـِن ماعـلاقتُهُ بـ..

_ دَعني أُكمِـل لا تُقاطِعني، نعم سنتَصِلُ بهِ وندعهُ يتكـلم مَع أُمِـنا لَرُبمـا تَوافِق..

_ يا لَهـا مِن فِكرة رائِعة، سأذهَبُ لِجَلب هاتِفي

أحضَـر هاتِفهُ وَجَلس بِجانِبي يَبحثُ عَن رَقم الأُستـاذ نَجيد، إتصَل له بَـعد أن أخذهُ مِن هاتِف أُمي..

نَجـيد: مَرحباً، مَـن مَعي؟

حُذيفة: مَرحباً أنا حُذيفة

نَجيد: طالبي حُذيفة؟!

_ نَعم يا أُستاذ

_أهلاً يا بُني ماذا تُري؟

_أريدُ أن تُساعدني في أن نَذهب أنا و ميلاف إلى
التَخييم مَعكُم،لكن والدتُنا لا تسمح لنا بالذهاب

_ حَسناً، سأتكَلم مَعهـا

_ شُكراً لك يا أُستاذ لَـن ننسى هذا المعروف
أغلق حُذيفة الهاتِف وقال:
_  أظنُ أنها سَتوافِق

ميلاف: أنا أيضاً أظُن ذلك

مَرت ساعَتـان حَتى نادتنـا أُمي لِتنـاول العَشاء،
خَرجنا مِن غُرفَتِنا مُتجهين إلى طاوِلة الطَعام،
جَلسنا وَبدأنـا نأكُل، كـان الصَمت هو مَلك الطاولة
حَتى نَطقت أُمي بَعد أن إبتَلعت لُقمتهـا..

الفَراشة البَشرية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن