part 3: هل تكرهني؟.

34 9 2
                                    

أمَا زِلتي، أم زُلتي؟.
part 3: هل تكرهني؟.

ثُم لا نعود،
لا نعُود أبدًا كما كُنا.
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أبتسمت له وهي تجلس أمامه وتردف ب:_هل تأخرت؟.

_لا يهم ماذا تُريدي؟.

ــ هل سنتحدث هكذا دون غداء حتىٰ؟.

ــ نعم، ماذا تُريدي يا ريناد؟.
تنهدت بتوتر وأردفت ب:_ هشام، هل مازلت تُحبني؟، هل تكرهني؟.

ــ لن أكذب عليكِ يا ريناد أنا لا أكرهكِ، لكني لا أُحبكِ والآن وأنا متزوج، لا أُحبكِ، لا أستطيع إلا إحترامكِ وحُب زوجتي وطفلي.

ــ حديثك مُتناقض مع حديث الأمس.

ــ ليس مُتناقض، لكن بعد تفكير وجدت أن زوجتي تستحق كُل الحُب الذي كُنت أتوقع إنكِ تستحقينه ولكنها هي التي تستحقه وبكُل جدارة، تستحقه لأنها الانضج والافضل تستحقه لأنها لا ترفضني أبدًا، ولأنها إذا أبتعدتُ تقترب هي، تستحقه لأنها دائمًا وأبدًا كانت تستحقه هي فقط، ولأن لا يوجد من يستحقه بِقدرها.

أبتسمت له وأردفت ب:_ عائشة محظوظة.

ــ أنا المحظوظ بها، ليس هي، ماذا تريدي بالتأكيد لم تطلبي مُقابلتي لنتحدث عن زوجتي.

ــ بالتأكيد لا، ولكن بداية الحديث لا تُبشر بنهاية سعيدة للحديث، حسنًا بدون دخول في أي تفاصيل أنا لستُ سعيدة مع ياسين ولذلك لم أنجب منه أبناء، لم أستطيع فعل ذلك علىٰ أي حال.

ــ وما المطلوب مني؟.

ــ كُنت أُريد منك أن تُساعدني في إجراءات الطلاق.

أبتسم بأستهزاء وأردف ب:_هل ياسين شخص سئ؟.

ــ لا ليس سئ أبدًا، لطيف وحنون معي ومتفهم رغبتي في عدم الإنجاب، ولكني لا أشُعُر معه بسعادة.

ــ أنتِ دائمًا هكذا يا ريناد، الشخص الحنون الذي يُحبك لا تحبيه، أنتِ دائمًا لا تستطيعي تقديم الحُب إلا لنفسك.

ــ المشاعر ليست بالإجبار، خصوصًا الحُب.

نظر لها بإشمئزاز وحمل أشيائه وأردف ب:_ أشمئز من نفسي؛ لأني أوهمت نفسي بحُبك يومًا، ليتكِ مَازلتِ طفلة يا ريناد.

ــ هل كُنت ستحبني كما السابق؟.

ــ لا أعتقد؛ لأن حتىٰ حُبي لكِ أنتهىٰ، كما ينتهي العالم ويموت البشر.

نظرت له وهو يرحل بحُزن وفرت منها دمعة ظلت حبيسة عينيها طوال الحديث.

               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صعد لمنزله وهو يشُعُر أنه أزال حِمَل كبير من فوق ظهره، دلف لداخل المنزل وهو يستمع لصوت وردة المُغنية المُفضلة لزوجته:_حُبك مفرحني فرحة الطير بطيرانه
قُربك مريحني راحة الرود لأغصانه
عطفك ساقيني الحنان كله بِألوانه.
توجه لشرفة منزله وكما توقع وجد زوجته ترتشف شاي بالنعناع كما تُحبه، وصوت وردة يصدح في الأركان، عانقها من الخلف وهو يدفن رأسه بين ثنايا عُنقها.

ــ هل تخلصت من حُبها؟.

ــ تخلصت منها وأخبرتها أنكِ دائمًا وأبدًا ستظلي الأفضل، وإنني محظوظ بحُبكِ لي.
أستدارت له وهي تنظر في عيونه وأردفت ب:_ هشام هل حقًا أنتَ تقصد ما تقول؟.

ــ بالتأكيد أقصد ما أقول، عائش أعلم أنني أُشعركِ دائمًا إنكِ غير كافية، ولكنكِ دائمًا كافية لي، وستظلي كافية لي، أنا أسف لشعوركِ بهذا الشعور أنا لم أقصد أبدًا أن أكون سببًا لحُزنك، أنا أُحبك عائش.

أبتسمت بفرحة وهي تلمح نظرة عيونه اللامعة، ثُم أقتربت وأحتضنته بسعادة وهي تُردف ب:_ أنا أُحبك أيضًا.

               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المساء، أستيقظا علىٰ رنين هاتف عائش، نظر لها وهي تلتقط هاتفها وتتحدث بتوتر مع ياسين، ثُم أغلقت معه ووجهت حديثها لهشام.

ــ ريناد زوجة ياسين لم تعود من الخامسة مساءًا.

               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#أمَا زِلتي، أم زُلتي؟.
#ملكـ _أُسامة.

الذِكر: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد وهو علىٰ كُل شئ قدير.

أمَا زِلتي، أم زُلتي؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن