|١٤- النهاية.|

2.3K 303 102
                                    

الرابع من أغسطس ٢٠٢١.

استلمت أمس طردًا يحتوي بعض الملابس التي طلبتها عبر الإنترنت ظاهريًا، و لكن بداخله كانت تقبع العقاقير التي طلبتها من مروان.

نظرت بطرف عيني لإلياس القابع بجواري في السيارة متجهين نحو الساحل الشمالي، عبثت بخصلاتي القصيرة و أنا أستكين في المعقد.

لقد أوشك إلياس على تركي و أنا أدرك هذا، بعدما تكون المرأة متاحة له يملها ثم يلفظها دون أدنى تردد.

بعد مدة لا بأس بها من الصمت وصلنا، شاليه صغير في منطقة منعزلة.. هذا هو المراد!

بعدما وضعت ملابسنا أحضرت ثوب سباحة كم قطعتين أسود اللون لم أرتديه بحياتي كلها، و لكن إن رغبت بالنجاح عليّ تقديم بعض التنازلات.

خرجت من المرحاض دون أن أضع الشال الخاص به عن قصد.

" إذًا ما رأيك؟ " دُرت و أنا أسأله بمكر.

" هذا ما قمتِ بشرائه أمس؟ " هززت رأسي بتأكيد ليبتسم ابتسامته المتهكمة المعتادة.

" لا بأس به. " لم أعطي لتعليقه الساخر بالًا و أنا أتوجه نحو الباب وهو يتبعني.

" لم أكن أعلم أنكِ متحمسة للسباحة هكذا. " ابتسمت و أنا أسند رأسي على كتفه المبلل و بداخلي جرح ينزف.

حتى في المياه المالحة عبقه مازال أخاذًا كمان كان دائمًا، ابتلعت لعابي بمرارة و أنا أغلق عينيّ برفض لما أنا به و مقبلة على فعله.

" تعلم؟ " غمغمت بشرود و أنا أعبث بالماء في طفولية.

" منذ زمن لم أشعر بالسعادة إلا معكَ، كانت حياتي رمادية الأركان طوال الوقت حتى التقيتكَ، لا أعلم هل كان هذا من حسن أم سوء الحظ و لكنني قطعًا لم أعد كما كنت. " لم أكن صادقة منذ فترة طويلة كما أنا الآن.

شعرت بحرارة أنفاسه فوق وجهي و شفتيه تتلمسان شفتيّ  برقة بالغة و يده امتدت لتتغلل خصلاتي القصيرة.

لأول مرة أستقبله بكامل حواسي، لأنها ستكون المرة الأخيرة.

تركته يحملني يهمس باسمي.. بادلته عاطفته التي لا أعلم مصدرها بأخرى أشد قوة تجمعت في صدري لأشهر.

و على حين غرة أخرجت الحقنة المخدرة من أسفل الوسادة حيث خبئتها، أغرزها في عنقه ليصيب جسده الشلل دون أن يغيب عن الوعي.

ابتعدت عنه أجلس على طرف الفراش بحيرة لثوانٍ، أحاول تهدئة نبضات قلبي الهادرة  و تنفسي المتحشرج.

وجدتني أتحرك بخمول نحوه أرمي بكامل ثقلي فوق جسده، أضمه للمرة الأخيرة بصدق.. أتشمم رائحته و أقبل وجهه قبلات متفرقة.

قيدت جسدته بأعجوبة في إحدى المقاعد، أخرجت المشرط المعقم من الحقيبة دون أن أرتدي أيًا قفازات.

مدينة غير صالحة للحب.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن