أحببتك أكثر من اللازم فاكتوى قلبي بحبك ، ولكني أيقنت بخالقي أنه لن يخذلني يوما فجبر بخاطري وأراح قلبي ...بدأ كلامه :
"لقد أحببتها منذ أن كنا أطفالا صغارا، فوالدها صديق والدي ، ومنذ وفاة والدي لم يتبق لي بالحياة إلا ذكراهما مع والدها وعائلتها، وذكريات طفولتي معها، خطبتها ولطالما أردت الزواج منها في أقل وقت ممكن ولكنها دوما تؤجل وتؤجل ، حقا لقد تعبت من كل حياتي فأنا دائما ما أعمل ولا أكف عن العمل ، يخيل لي أحيانا أنني نسيت طعم الراحة من كثرة العمل الواقع على عاتقي ، لا أعلم حقيقتا ما الذي أنا بفاعله حتى أشعر ببعض من السعادة ؟! "أحقا لا يشعر بالسعادة؟!
ابتسامته هذه التي يضهرها طوال الوقت ليست خارجة من قلبه كما كنت أعتقد دائما ؟!
قلبه مليء بالأحزان والأوجاع ؟!
كيف لم أتمكن من تخمين كل هذه الأمور؟!
حاولت جاهدا في التخفيف من حزنه الدفين ، حينها لم يكن بيدي فعل شيء إلا ذرف دموع متناثره من عيني لدرجة أنه تعجب من أمري ، استأذنته بالرحيل لعمل شيء ما والعوده إليه مجددا على الفور ، أصريت عليه بانتظاري لحين عودتي ...
ذهبت على الفور وقمت بحجز طاولة خاصه بأشهر المطاعم ، دعوته إلى الموعد على أنه موعد عمل وفي غاية الأهمية...
قبل قدومها !، نعم لقد دعوتها هي أيضا حبيبة قلبه ، لا تتعجبون كثيرا فمن يحب لا يسعى لسعادته بل يسعى دائما لسعادة قلب من يحب ، ذلك هو الحب الحقيقي فالحب عطاء دون انتظار للمقابل ...
يكفيك ابتسامه ترسم على شفاه من أحببت حقا ، لا أستطيع أن أرواغ وأقول أنني تقبلت الأمر أمام عيني بشكل طبيعي قلبي كان يحتضر من المه ، ولكن ليس لي من أمري شيىء
ذهبت قبلهما وأشرفت على تحضير كل شيء بنفسي وبعدها تمنيت لهما سهرة سعيدة مليئه بالحب والسعاده والهناء ...
في تلك الليلة لم أتمكن من النوم مطلقا
وكعادتي في تلك اللحظات لا ألجأ إلا إلى مذكراتي ، أشكو إليها مما ألم بقلبي و أوجعه دائما ما شعرت براحة وطمأنينة عظيمة بفعل ذلك ...عدت في اليوم التالي للعمل الذي دائما ما وجدت فيه عزائي وخلاصي من كل تفكير بمن أحببت بكل صدق
كنت دائم الحرص على الفوز بأفضل العروض المقدمه لمجموعتنا، دائم
البحث عن أدق وأشمل التفاصيل
كنت أشعر بأنها مصلحتي الشخصية بل أكثر من ذلك ، إنها مصلحة من يتحكم بقلبي لأجله ولصالحه
حقيقتا لا أشعر بأن قلبي يقف بجانبي بل بجانبه ، اصدقتم حينما قلت أنه ملك علي قلبي و جعله بعشقه أسيرا .......وبيوم من الأيام قدمت الفتاة إلى المجموعة
جلسا سويا وبعدها بلحظات خرجا ليعلنا عن موعد زفافهما !
لقد كنت أنا السبب في ذلك...
نعم فأنا من أصلح بينهما، لماذا يا قلبي تشعر الآن بالشقاء؟!لم أتمكن من العمل ولا للحظة واحده ، هممت بالرحيل ولكنه استوقفني ليسألني عما حل بي
أتذكر حينها جيدا أن عيناي كانتا تفيضان بالدموع وقد احمرتا
نظر إلي بتمعن وسألني عن حالي ، لم أجد إجابة أنسب من كوني متعب للغايه وأحتاج للراحهوكالعادة أول ما عدت للمنزل أسرعت لمؤنسي و مهربي من كل ضيق
جلست وهممت إلى مذكراتي وضللت اشكي همي و كدري و ياسي
وكل ما بي
لعلي أستمد القوة لأستمر بالحياة....لم أحتمل البقاء بجانبه أكثر من ذلك ، لقد كان قلبي يتحايل علي برغبته بمجرد البقاء بجانبه لا أكثر من ذلك ولا أقل
و لكني لم استطع ، قدمت طلبا بنقلي إلى فرع آخر لم أرد أن أحمل أي غل أو بغضاء تجاهها لمجرد أنني أحب من تحبه وبشده
قررت الرحيل عن عالمهما ولكني كلي حسرة في أنني لن أراه إلا كل فترة زمنيه بعيد ....أنهكت نفسي بالعمل والمداومة عليه حتى لا تجد نفسي وقتا للحزن ولا يجد قلبي وقتا للشقاء
لم أكن أشعر بالراحه إلا بفقدان عقلي من الكحول ، حتى يتسنى لي نسيان الأوجاع التي لحقت بقلبي الكسير
لم ألُم نفسي ولو لمرة واحدة
فحبه قد قذفه خالقي بقلبي
ولم أغضب لذلك ولو للحظة واحدة
نعم أعترف بأنني أحببته وبكل ما عرفته من معانٍ للمحبه
من العشق و الغرام و الهيام
ولكنني دائما اكتفي بهذا القدر و أُنس نفسي به في كل الأوقاتيتبع ~