لم تتكاتف معي إلا عيناي التي اغرورقت بالدموع الكثيفه ...تجرأت ورفعت يدها علي
أعذرها لأنني لو كنت مكانها لما فرطت بشخص مثل تشان ...
لقد تركها ولم يتبقى على زفافهما إلا أيام معدودات ، لم تتصوروا ما حدث معي حينها ..حينما رفعت يدها لطمتني على وجهي بكف سقطت إثره فارتطم رأسي بحافة المكتب الحاده...
لم أتذكر بعدها شيئا إلا وعيناي تدوران في كل اتجاه وهو ممسك بيدي...فتحت عيني فوجدت نفسي بغرفه بالمشفى وهو جالس بجانبي على المقعد
لقد كان كالطفل الصغير الغارق في نوم عميق
فعلا لقد كان كالملائكه..
دخلت الممرضة لتتفقد حالتي وحينها همست لي في أذني وكأنها تخشى أن توقظه
" فعلا أحسدك على حبيب مثله ، لقد قضى الليل بأكمله لم تطرف له عين وهو خائف عليك من نسمة الهواء الطائره "عجبا لأمري إنه ليس بحبيبي ، حقيقه لم أحب أن أخبرها بأنه مجرد
مديري بالعمل
أردت أن أشعر ولو للحظات بسيطه أنني وأخيرا اصنف كحبيب له...انتظرت طويلا وأنا اتامله بشغف ، تمنيت كثيرا بان يكون حبيبي وقد كانت هذه المرة الأولى التي اتمنى بها شيئا كهذا من كل قلبي ، كان ضميري دائما ما يؤلمني خوفا من ذنبه وذنب فتاته ، فلطالما ما اعتقدت أنها حبيبة قلبه ، ولكن من اللحظة التي فتح فيها قلبه وبدأ يحكي لي عن تفاصيل تحدث بينهما أيقنت أنها غير لائقة له
وأنه يستحق خيرا منها
أعلم جيدا من المحتمل ألا أكون خيرا منها بل ومن المؤكد أنني لست كذلكولكن يعلم الاله أنني لطالما أحببته وبصدق ، أحببته حتى أكثر من نفسي..
نهضت من السرير ولم أوقظه أيضا مخافة ألا ينام مجددا
اخرجت مذكراتي وجلست قرب النافذه اشكي لها عما مررت به
وفجأة انهمرت الدموع من عيني ، لقد كان مستيقظا طوال الوقت وسمع مناجاتي التي تخرج مني من غير قصد ...عندما تأخرت عن العودة إلى المنزل قدمت أسرتي إلى المشفى لتطمئن علي
هو لم يخرج من الغرفه بل مكث وكأنه يخبرني بأنه أكثر شخص من حقه المكوث معي !
وأنه لديه الحق أكثر من والدي ووالدتي ..
سررت كثيرا بما شعرت به تجاهه وفي هذه اللحظة اطمئن علي والدي ولكنه سألني بغضب شديد" من فعل بك هكذا ؟! "
تلعثمت في كلامي
" ابي أنا من فعلت هذا بنفسي كنت أشعر بوعكه ولكنني لم أبدي لما أشعر به أي اهتمام وهذه كانت النتيجه سقطت على الأرض ولولا مديري الاله وحده أعلم ما المضاعفات التي كنت سالاقيها بسبب إهمالي"" هذه المرة يجب أن تسمع كلامي جيدا وإلا لن أكلمك طوال عمري ولا عمل لك بعد اليوم "
لم أدري بنفسي وإلا والدموع تنهمر من عيني ، وفقدت الوعي مجددا وعندما استعدته وجدت والدي يربت عل كتفي ويخبرني
" لك يا صغيري ما تتمنى ، ولن امنعك من أي شيء ترغب به وخاصة لأنني أثق بابني الوحيد ثقة عمياء "ابتسم تشان و اردف
" عمي يسعدني كثيرا أن أطلب يد ابنك الوحيد وحقا إنني سأكون أفضل وأسعد رجل على الإطلاق لو تفضلت علي ومنحتني إياه "" يا بني إنه أمامك نأخذ برأيه ولك ما تريد "
نظرا إلي كلاهما في شوق شديد ولهفة لمعرفة قراري
و يا لها من أسعد لحظة عشتها يوما بكل حياتي
رسمت على وجهي ابتسامة فرح ورضى ومن شدة خجلي
نظرت إلى الأسفل
لم أكن حينها أعلم كيف أشكر الاله على جميل صنعه معي
اجبت بموافقتي و انا اقولها بكل ثقة و بهجه .