أخذت عهدا بيني وبين نفسي أنني سأكتفي به كأجمل حلم بحياتي
( حلم عمري ..)
ولكنني لن أجعله أكثر من ذلك فواقعه ليس لي بل لفتاة قلبه...ما أصعب لحظة تودع فيها حبيبك بابتسامه ترسم على شفاهك عنوه ، ولكن من داخلك يعتصر كل جزء في جسدك المتآكل يوما بعد آخر، والأصعب من ذلك أن قلبك يصرخ عليه ويناديه قائلا :
" ارجوك لا تذهب بعيدا "
أيقنت أن بداخلي أسمى حب بالوجود
حب لشخص لن أجد مثله أبدا ولن يتكرر مرة أخرى بكل حياتي
ولن يعوض شخصا محله بقلبي
لذلك اكتفيت بمحبته الساكنة والموجعة لقلبي
ولم أرد خوض أي تجربة مما مر علي بطريقي
لقد اعترف لي غيره بحبه لي ولكنني دائما ما سددت الطريق على نفسيفمن الصعب على أي فتى بل من المستحيل أن يرى رجلا غير الذي وقع قلبه بغرامه و عشقه ...
وبيوم من الأيام جاءني اتصالا هاتفيا منه بإلزامية حضوري لمقر الشركه على الفور، اسرعت للذهاب وقلبي يكاد يقتلني من شدة القلق عليه فصوته ينم على مصيبة وقع بها..
كنت أشعر حينها في هذه اللحظات أنني أتقاتل مع عقرب الساعه وأصارع الطريق حتى أصل باسرع وقت حتى يطمئن قلبي عليه ، وأخيرا وصلت إليه..." لا أحتمل الاستمرار معها أكثر من ذلك ، لا أطيق صبرا ، إنها ليست نفس الفتاة التي أحبها قلبي ، لا أرغب في إكمال حياتي معها "
قالها باسى وخيبه و يالا فرحة قلبي في هذه اللحظه
و يا لشقاء ضميري شعرت بالذنب تجاهها ولا أدري ما السبب
شعور انتابني للحظات طويله هل أنا السبب في تغيره تجاهها ؟!ولم احتاجني عندما أراد أن يبوح عن سر أحزانه وأوجاعه ؟!
قمت بحجب صوت ضميري بداخلي ولم أكترث إلا لأمره وسألته
" هل أنت تشعر بالراحه بقرار رحيلك عنها ؟ "
" أشعر بسعاده وراحه لم أشعر بها منذ زمن بعيد "
" هل تكترث لأمر زواجكما الذي لم يتبقى عليه سوى أيام ؟ "
" اكترث لمستقبل كلينا ، فلا أحد منا أحب الآخر، كل منا بحث عن الشيء الذي ينقصه ، هي أرادت مكانتي الاجتماعيه ، ولم تعتبرني أكثر من مكمل لمظهرها أمام المجتمع وأمام صديقاتها ، أما عني فقد بحثت فيها عن ذكرى والدي ، عقدة النقص التي لطالما أرقت علي صفو حياتي "
" وماذا عن عرف المجتمع وتقاليدنا ؟! "
" لا أبالي بأي شيء لقد فعلت ما أملاه علي قلبي "
لقد كاد قلبي يقفز فرحا من داخلي ، ولأول مرة أشعر فيها بأنني أرغب في الارتماء بين أحضانه ، وأخيرا ستبتسم الحياة لي !
" لا أريدك أن تذهب للفرع الآخر أريدك هنا بجواري "
" ولما ؟! "
" بصراحه أطمئن بوجودك بجانبي "
اتسعت بؤرة عيني من كثرة الدهشة التي ألمت بي ، ألا تدرون لماذا ؟!
أول لحظات الحب تبدأ بالشعور بالاطمئنان بجوار من يميل إليه قلبكبعدها تفانينا كثيرا في عملنا ، كنت أجد أجمل لحظات عمري المليئه بالسعاده والفرحه وأنا بين الأوراق ومواقع الإنشاء وهو بجانبي
وكأنه يجد أي حجة للعمل برفقتي مع العلم أنه هو مديري وأنا مجرد موظف لديه ، ولكننا حققنا المزيد من النجاح والتفوق في مجالنا
ومتابعة العمل أمام عينيه خطوة بخطوة بالتأكيد يحدث فارقا كبيرا وخاصة لو كان مع من تحب وتهوى ...بيوم من الأيام كنا بمقر المجموعه في اجتماع هام ، وبعد انتهاء الاجتماع طلب مني ألا أغادر لأنه يحتاج أن يأخذ رأيي في موضوع
وما إن بدأنا حديثنا حتى قاطعتنا فتاته
و بدات في قول كلام لا يحمل في كل معانيه إلا الإشاره بأصابع الاتهام لي
وأنني كنت السبب الرئيسي في تحطيم حلم عمرها وسلب حياتها منها
تسمرت قدماي بالأرض وحجبت عن عقلي كل مدارك الحس ولم يستطع لساني الدفاع عني
لم تتكاتف معي إلا عيناي التي اغرورقت بالدموع الكثيفه ...يتبع ~