في عصر جوسون في أحد الممالك البعيدة توجد فتاة في أوائل العشرينات من عمرها تعمل في نزل يستقبل المسافرين من كافة مدن المملكة كانت تلك الفتاة تخدم في ذلك النزل و تلبي كافة احتياجات الزائرين تقدم لهم الطعام و الشراب و تقوم بتجهيز غرفهم و اغلب هؤلاء المسافرين زبائن من كبار التجار يأتون كل فترة من طريق سفرهم ليستريحوا في هذا النزل و يذهبوا في اليوم التالي لمدنهم أو للقرى التي يسكنون فيها
لكن في أحد الليالي جاء مسافر غريب لهذا النزل لم يرى احد وجهه إطلاقاً بسبب ردائه الأسود الطويل الذي كان يغطي جميع جسده بما في ذلك وجهه....الغريب بالموضوع أنه اتى في منتصف الليل و بوقت كهذا لا يأتي مسافرون ابداً لأن قطاع الطرق و اللصوص يكثرون في هذا الوقت كيف تخطاهم لا احد يدري..
جميع رفاقي ممن يعملون في هذا النزل معي يتحدثون عنه بتهامس حتى أن احداهن أخبرتني بأن الجميع يلقبه بأمير الليل لأنه لا يظهر سوى ليلاً لكن لا أحد رأى وجهه حتى الآن و لم يجرؤ أحد على فعلها...لأن من استطاعوا رؤيته ماتوا لا أدري ماهذا السر الغريب الذي يجعله يخفي نفسه تحت هذا الرداء واضعاً قناعاً على وجهه مع أنه حسب الشائعات انه لا يظهر في نفس المكان سوى مرة واحدة حتى لو اعجبه المكان سيأتي مرة واحدة و سيختفي لمدة لا يعلمها أحد...
و كالعادة مديرة النزل لا تنادي سواي حتى أقوم بتلبية طلبات جميع الضيوف كل من يعملون معي يقومون بالتنظيف و الطهو وغسل الأطباق إلا أنا اقوم بالخدمة لوحدي يااه هذا ممل للغاية...المهم كنت منشغلة بأحد الزبائن عندما أشار لي بأن أتي نحو طاولته...توجهت نحوه كأي زبون من الزبائن بيدي دفتر أكتب عليه الطلبات كانت عيناي في مفكرتي الصغيرة انتظره أن ينطق بحرف حتى اسجل طلبه لكن كالعادة صامت....
ما اللعنة هل استدعاني حتى يقوم بإغاظتي و يبقيني واقفة ليعطلني عن عملي...مرت بضع دقائق و كاد صبري ينفذ كنت سأترك طاولته و أرحل حتى اردف بصوت عميق رجولي جاد
_جيمين:أريد جعة معتقة تأخرتي خمس دقائق سوف تموتين..
آخر جملة قالها كانت كفيلة بجعلي ارتعب لمجرد سماع ذاك التهديد بتلك النبرة الجادة و الذي فعلا سيقوم بتنفيذ كلمته لو تأخرت خمس دقائق فور قوله لطلبه دونته لأتوجه للمخزن الخاص بالنزل حيث براميل الجعة موجودة هناك ملأت كوباً كبيراً من أحد البراميل و توجهت بسرعة نحو طاولته لأعطيه ما طلبه...
عندما وصلت نحو طاولته قمت بتبديد خوفي لأبدو شجاعة اكثر و واثقة من الطلب الذي احضرته له...
_نينا:تفضل سيدي الجعة المعتقة التي طلبتها [تردف بثقة]
_جيمين:سوف نرى إذا ما كانت كذلك
اردف وهو يَشتَم ما بداخل الكأس و أنا الخوف يأكل أمعائي ليس ان يشتكي علي للمديرة بل خائفة من أن يحل بي مكروه بسبب جعة لم تعجب أمير الليل كما يسمى لأنني أجهل اسمه حرفياً..
_جيمين:أممم جعة معتقة إذاً أليس كذلك؟
_نينا: أ...أجل سيدي معتقة برائحة قوية كما طلبتها [تردف بتلعثم]
_جيمين:تماماً كما طلبت لقد نجوتي بأعجوبة يا فتاة [يردف بعد ان ارتشف من تلك الجعة مبتسماً ابتسامة جانبية]
شعرت لوهلة انه شخص شرير او ربما رئيس عصابة لهذا لا يعرف احد اسمه حتى لا يُقبض عليه...
و ما شأني أنا لأحشر أنفي بأشياء لا تخصني مثله مثل كل الزبائن هنا
كنت أحادث نفسي و لا زلت واقفة عند طاولته و بيدي تلك المفكرة الصغيرة و القلم انتظر من جلالته المبجل ان يقول شيئاً لأنه لو استدعاني بعد ذهابي قد احرقه هو و النزل و من فيه..هذا كلام فقط لن أجرؤ على ذلك أبداً...
_جيمين:أحممم ماذا تنتظرين يا آنسة أليس لديكِ عمل أم أعجبك الوقوف هنا
فزعت لحديثه المفاجئ ثم ماذا يقصد بكلامه هذا عندما ازحت ناظريَّ عن المفكرة خاصتي و نظرت لوجهه النصف مغطى بالقبعة الخاصة بملائته السوداء اردت أن ارد على ما قاله لكن نظرته التي شزرني بها عيناه تلك البارزتان من القناع جعلتاني احس ببرودة في جميع جسدي كما لو كنت في أحد ليالي الشتاء القارس تلك القزحيتان غريبتا اللون و شكل العينين الغريب جعلني أنصرف بدون ان انبس بحرف واحد كنت أفكر من هذا و لما هذا اللقب بالذات اطلقه على نفسه لكن و اللعنة على هذا التكبر إنه يتصرف بحقارة و تعالٍ مع من هم ادنى منه مرتبة
غفوت في سريري و أنا أفكر بكل ما قيل لي من قبل زملائي و رفاقي في العمل
في اليوم التالي أمضيت ساعات و انا اقوم بحسابات الزبائن و استلم منهم النقود كثمن لإقامتهم هنا بقيت تقريباً حتى الغروب و لم ألمحه هل غادر قبل بزوغ الفجر يا ترى أم خرج بدون أن اراه...ماهي إلا ساعتان حتى حل الظلام إنها الثامنة تماماً لقد أتى العديد من المسافرين قبل الغروب بساعة....مع أنشغالي بنقل طلبات الزبائن إلى طاولاتهم و انتهائي عدت إلى مكان جلوسي خلف طاولة خشبية طويلة تزامن ذلك مع نزوله من غرفته واقفاً أمام الطاولة واضعاً ثلاث قطع ذهبية أمامي...........يتبع.....
YOU ARE READING
NIGHT PRINCE |أمير الليل
Fanficليس شرطاً أن نرى القمر على حقيقته في السماء قد يأتينا منه شعاع على شكل بشري او يكون هو القمر ذاته متوطن ارضاً لكن رغم بروده الذي يشبه زمهرير الشتاء هل ستتفتح أزهار الحب في قلبه لتضفي عليه ربيعاً دافئاً ينعم بالألوان؟