W.F.T.E

39 15 35
                                    

كانت الساعة تُشير إلى الحادية عشر صباحاً ، حيث كان رئيس العميل ، جامارڪوس بِقميصه الرسمي الرمادي الخفيف وساعته السوداء يتحدّث عبر هاتفه مترئّساً مكتبه الذي يحمل صورة لعائلته وحاسوبه المحمول الخاص بِكل ما يشمل المهمة ، بِرفقة بعض الأقراص الإلكترونية وذاكرة فلاش ، المحمّلات بِبَيانات سيرة المُلقّبين بِثُلاثي شيڪاغو الإجرامي ، والتي أغلبُها قد جمّعها واستخرجها جاماركوس وعميله بعد خوض عناء كثيف في ذلك .

ثنى عليه إبنه الثلاثيني الذي يقطن في نيويورك حيث عمله كَعسكري :

_ حمداً لله أنك بخير حتى الآن ، ماذا عن والدتي وإيما؟

ارتشف جاماركوس بعضاً من القهوة البيضاء الساخنة المسكوبة في كوبه السمائي الكبير ، و صار يلُفّ سبّابته اليُمنى على حافة الكوب الدائرية بعد أن وضعها على مكتبه ، مطالعاً إياها بنظرة تنُمّ على الغمّ لِتذكّره ما حدث لإبنته :

_ ميرا بِخير ، قد غادرتني عند ناصية شارع منزلنا بإبتسامة واسعة كونها ستقدّم طلباً عن تعليق عملها من أجل البقاء بجواري قدر ما يُمكنها

بينما أومأ إبنه في الطرف الآخر وهو يطُوف في صالته البيضاء ذات التنسيق الذي يجمع ما بين الأسود والبنّي ، مؤيّداً ما ستَقدِم عليه والدته من أجل والده :

_ أنا فخور بها ، ومُطمئن عليك كامل الإطمئنان كونك إلى جانب إمرأة كَوالدتي

_ نعم ، أنا أيضاً فخور بها لأنها أنجبت لي إبناً يُعتمد عليه في كل شيء

مُرجعاً ظهره إلى الخلف مرتكزاً به على كُرسيه ينظر إلى صورة العزيزة على قلبه بعيونٍ مُحِبّة ودفئٍ يتدفّق من إبتسامته ، بينما إبنه رسم إبتسامة خفيفة عن شعوره بالرّاحة من رضى والده عليه الذي لم يتغيّر فيه شيء سوى تزايُدهِ بين الحين والآخر ، كانت له هيئة مُعتدلة الطول والوزن ، بشعرٍ أسود بالكاد يظلّل سواده جلدةَ رأسه الحليق ، أمّا عن بشرته فَكانت ناصعة البياض كما والده ، بِوجهٍ نِصفِ مُرقّع ، وعيناه غائرة متغايرة اللون فَعينه اليمنى سوداء ، واليسرى زرقاء .

إنه جوردن مايڪلز .. العسكري المعروف بِصرامته عِند مُحيطه من الناس ، وبالهادئ العاقِل عند أسرته .

توقّف عن الطوفان قلقاً عندما إلتقطت مسامعه تنهيدة والده المُثقلة بالضيق :

_ أما عن إيما ..

هزّ رأسه يُمنةً ويسرى بأسى بالغ يشعر بحُزنه على إبنته يحتلّه شيئاً فشيئاً :

_ فَقد تم إعتقالها في بداية الأسبوع السابق

تفاجأ جوردن من الأمر رافضاً الإستيعاب ، ما الذي يُمكن أن تفعله شقيقته المسالمة حتى يتم إعتقالها؟ ، بالتأكيد لن يخطر في باله شيء سيء من صُنعها ، فَهو يُدرك كم هي مسالمة ولا تسمح لِشرّها بالسيطرة عليها أكثر من أي شخص آخر :

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 17, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

WAITING FOR THE END _متوقفة مؤقتاً_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن