الفصل الثاني : المنعطف

43 3 0
                                    

انتهى الحفل البهيج و عادت العئلات الى منازلها بعد تعب  طويل و اخلد التجار للنوم ، لكن تاجرا واحدا كانت قد اشتعلت فيه نار الرغبة و الشهورة ...تلك الاعين البراقة و الجسد الممشوق و الثفر القاتن ...تلك الفتاة " سيتيان " اثارته بشكل غريب عجيب..

حل الغد في متتالية الزمن العجيبة ..خرج هوس لان و ابنه الى الحقل ، و ها هي سيتيان تستعد للخروج ..ودعت والدتها و أختها روي الصغيرة التي لم تستيقظ من النوم ..حملت الدلو و خرجت ..

التقت في طريقها بيانغ الذي كان يقضم تفاحة في ظل شجرة ..

- سيتيان ، ألست متعبة من ألامس ؟

- أنت هكذا دوما أيها الأحمق ...تحب التنمر على غيرك ..

قالت سيتيان مواصلة طريقها ، لكن يانغ قال مستوقفا إياها 

- ألن تذهبي إلى الأرض المجاورة للزواج ؟

- ما سبب هذا الكلام الإن ؟

- لا شيء .. فقط أود أن اذكرك أن هان مي قد أرسلوها اليوم ، و أنت ستبلغيت الخامسة عشرة في الربيع القادم ..مصيرك مفروغ منه ..

اقتربت سيتيان منه و قالت بعينين تتقدان :

- لست أنا من يستسلم يا يانغ ..

- هذا لإنك غبية حالمة ، أنت تتصرفين بفباوة .. تظنين ان هذا المكان جنة أو شيء من هذا القبيل ، لكنه في الواقع جهنم..الأوضاع في ولاية يانغ فو في المدينة مزرية ..فقط نحن ننعم بالإمان لأننا بعيدون..

- عندما انتهي من ناس قريتي ، سأتوجه إلى الناس الفقراء هناك و أساعدهم..

ضحك يانغ و قال :

- بحقك ..نحن نحتاج من يساعدنا..

تركت سيتيان يانغ الساخر و مضت في طريقها ..

لم يمض وقت حتى عادت حاملة الدلو من الينبوع ..لكن المنزل لم يكن كعادته .. لمحت سيتيان والدتها تبكي ، تركت الدلو الثقيل  في و منتصف الطريق و مضت مسرعة  ..عانقت امها و قالت :

- ما بك يا أمي ؟ ما الذي جرى ؟

- سيتيان..سيتيان ..الحقل ، لقد أحرقه جنود الامبراطور ليس لدينا مصدر للرزق..

بقيت سيتيان مذهولة ، كيف تغزو العواصف حياتها ، بين ليلة و ضحاها تتقلب أيامه رأسا على عقب ..

- ألن نجد ما نأكل ؟

قالت روي ..

ضمت كورا ابنائها إليها و هم جالسوزن على المائدة رفقة والدهم و قالت :

- أحبائي ..صحيح أن الأمور ستزداد صعوبة ، لكن لن نستسلم لها ، سنعمل بجد و سننجح ..


و هكذا انطلقت الأسرة في مسابقة الزمن من أجل توفير المحصول الكافي في الشتاء القادم ..كانت كورا تنسج هي و ابنتاها ، و يينغ يمضي الى الغابة ليقطع الحطب مع والده ثم يبيعه للتجار ..

لكن ذلك لم يكن كافيا ، ما جنوه من هذه الحرف البسيطة لا يعادل ربع ما  يجنونه من الحقل ..

كان هوس لان في الفابة ذلك المساء ، يربط الحطب ليضعه على العربة حتى يجره يينغ الذي يستلقي تحت الشجرة من شدة التعب حين حضر الرجل باندينغ إليه ..

- مساء سعيد أيها الرجل المجد..

قال بايدينغ مبتسما ..

- أهلا بك 

رد هوس لان ..

- حسنا ، سأدخل في الموضوع مباشرة ، أنا أعلم أن جنود الوالي قد أحرقوا حقلكم ، لذلك أنتم هنا ..

- و ما شأنك أنت ؟ 

قال هوس لان ..

- ابنتك ، فتاة جميلة جدا ن لقد أعجبتني ، أنا أريدها زوجة لي ..

حمل بايندينغ كيس نقود  و قربه من هوس لان الذي قال :

- لن أبيع ابنتي من أجل المال ..

- ما الذي تتحدث عنه ؟ أنت لن تبيعها ÷ هي ستكون سعيدة في منزل زوجها و أنت ستكون في راحة .. لن تضطر لهذا ..

مد بايندينغ يده و منح هوس لان الكيس مواصلا حديثه :

- هذه الدفعة الأولى .. سنتحدث إن وافقت..


الإمبراطورة وانغ يو هانWhere stories live. Discover now