غادر الشاب صاحب القطة
و بقيت الفتاة لبعض الوقت تتأمل السماء و هي فوق الأرجوحة ... تحدق بالغيوم و تنصت إلى صوت العصافير و تبتسم كلما غاصت في مخيلتها أكثرو عندما بدأت الشمس بالسطوع أكثر كان موعد الظهيرة يقترب شيئاً فشيئاً...
فحملت أغراضها و استقامت و مشت بخطوات سريعة إلى المنزل
و ما إن وصلت وضعت أغراضها على الطاولة و ارتمت بين اغطية الفراش بعد أن اغلقت الأضواء و الستائر و بدت الغرفة مثل جحر مظلم !!
_________________________________________
وصل إلى ذلك المتجر الصغير المُغلق فمد يده إلى جيبه و هم بإخراج مفتاحه الخاص بالمتجر
وضع المفتاح بالقفل و أداره و دفع الباب و دلف للداخل بتأنٍ كالعادة رمى دفتره و اقلامه على الطاولة الخاصة بالمحاسبة و ترك قطته من يده تذهب الى إحدى الزوايا التي اعتادت اللعب بها
كان متجراً صغيراً خاصاً بالكتب
جلس بإرهاق على الكرسي خلف الطاولة و أخذ يتمنى في داخله أن يمضي اليوم سريعاً حتى يعود إلى شقته الصغيرة ... إلى مساحته الآمنة ، حيث هو و قطته و دفاتر رسوماته و كتبه ...شردت عينيه في السقف و هو يستذكر مشاهداً من طفولته التي لا يتمنى أن تُعاد البتة
أي شخص هذا الذي يحب كونه ناضجاً ولا يتمنى العودة طفلاً ؟
إنهم أولئك الفئة من الأشخاص الذين كانت سعادة الآخرين على حسابهم
أولئك الفئة الذين حظوا بالتعاسة مقابل لهو الآخرين
تنهد بضيق و قد بدأ بهز قدمه بانزعاج و التأفف بلا سبب ... لقد عاد الشعور بالاختناق لاجتياح صدره
قاوم غصة البكاء بصعوبة و هو يبتلع اللعاب العالق في حلقه مراراً
و بشكل سريع نهض من مكانه إلى قطته حاملاً إياها يأخذها إلى حضنه يشد عليها بذراعيه برقة خشية أن تتأذى عظامها الصغيرة
حنى رأسه باتجاهها و قال : ما رأيك أن نذهب لكي نشتري الطعام لكلينا
و لم ينتظر جواباً و إنما رفعها إلى صدره قائلا : القطط لا تتكلم لذلك اسف لانني أقرر عنكِ
و خرج من المتجر طالباً بأدب و ابتسامة هادئة و صوت حيوي من صاحب المتجر المقابل أن ينتبه لمتجر الكتب لعشر دقائق و مضى إلى أحد المحال ليشتري طعاماً له و لقطته
يحاول بأقصى ما يستطيع أن لا يفكر بما يؤرقه
يجبر نفسه على الإبتسام في وجه الآخرين فلابد أن الجميع يملك ما يكفي من المشاكل و الهموم و ليسوا بحاجة لتحمل مزاجه السيء و عقده النفسية الكثيرةلذلك قد بذل كل جهده بكبح نفسه عن أن ينفجر
و شغل نفسه بملاعبة قطتهذهب و أحضر الطعام و عاد إلى المتجر و دون أي حوادث مميزة مضى عدة ساعات بطيئة مملة حتى حل منتصف اليوم و كاد يغلق المتجر بانتظار زميله في العمل ليأتي و يحل مكانه
أنت تقرأ
حلم وردي
Randomما يتمناه القلب الأعذر الحب بمفهومه الخاص من منظور صادق و طاهر الرجل الذي تحلم به كل فتاة ( أنت هو حلمي الوردي الذي حلمت به لليالٍ طوال حتى صار واقعاً مُعاشاً يعانق عقلي و يحتضن قلبي )