أتى زميله ليحل بديلاً عنه للساعات المتبقية من العمل
و مضى الشاب صاحب القطة الى عمله الآخر في مهنة مختلفة اختلافا جذريا عن متجر الكتبإلى محال الميكانيك و صيانة السيارات إذ لم يجد عملا معقولا في مجال دراسته و شهادته الجامعية معلقة فوق الحائط
عندما كان طفلا عاش و ترعرع في كنف رجل طيب و أرمل إذ ماتت زوجته و أخذت معها جنينها الأول
كان الرجل يعمل ميكانيكيا للسيارات و كان يصطحبه معه الى عمله و كبر الطفل حتى صار فتى مراهق ثم شاباً و قد تعلم منه تلك المهنة
و لكن أتى يوم و وافت المنية الرجل الطيب و لم يترك للشاب سوى ثلاث أشياء يملكها منزل و مهنة و أخلاق حسنة
و حينما وصل إلى مكان عمله ، دخل إلى غرفة صغيرة و وضع أشياءه الشخصية و قطته في داخل قفص صغير لكي لا تتجول و تؤذي نفسها و غير ثيابه
مضى إلى رب عمله ليلقي عليه التحية و يبدأ ما عليه من عمل
و خلال مشاق العمل و الكدح و مآسي الحياة
فكر لماذا لا يسمح لنفسه أن يرفه عن أفكاره قليلا و يتخيل حياته برفقة روح أخرى ؟و لكن كان الواقع يحول دون ذلك ، لم يرد أن يغوص في خيال عقيم لن يسبب له سوى الخذلان و الاحباط
إذ أنه اكتفى من صفعات الحياة التي شوهت معالم الحياة فيه و رمت بآماله أسفل التراب و أجهضت خياله قبل أن يطلقه
لقد كفر بهذا الواقع المعاش و آمن بساعات الفجر حينما يكون البشر نياماً و هو صاحٍ و قلبه يتعبد
اذا كان له أن يملك الحق بتخيل من يريد أن تشارك روحه ما تبقى من الحياة معها ..
فهو يريد عينين حانيتين تحتضنان قلبه
يريد روح طفلة تيقظ ذلك الطفل المجروح في أحلك ظلمات روحه
يريد كائنة زهرية تلون له الجدران السوداء في أيامه
يريد أيدي أُمٍ حنون تمسك بيديه
يريد نصفاً و يكون هو نصفه الآخر
_____________________________
مضى اليوم حتى غاب النهار و أتى الليل
و تلك الفتاة تجلس عند نافذة غرفتها تراقب وشاح السماء الحالك المرقط بالبقع البيضاء
ثم لا تدري كيف أتى إلى ذهنها أن تلتقط ورقة من الأوراق المتناثرة على السرير و تكتب عليها شيئا ما
( إلى الجزء المفقود مني في هذا العالم إلى نصفي الذي لم ألتقي به بعد !! أرغب بسؤالك شيئا عندما نلتقي هل ستسمح لروحي أن تنفذ إلى روحك و تتشابك معها في ملحمة سماوية اللون تحمل سلام زرقة السماء الصافية؟ هل ستسمح لروحي أن تعطيك حُباً لم يكنه لك أحد من قبل من بني البشر )

أنت تقرأ
حلم وردي
Diversosما يتمناه القلب الأعذر الحب بمفهومه الخاص من منظور صادق و طاهر الرجل الذي تحلم به كل فتاة ( أنت هو حلمي الوردي الذي حلمت به لليالٍ طوال حتى صار واقعاً مُعاشاً يعانق عقلي و يحتضن قلبي )