في الصباح الباكر
لمع خيط رفيع من أشعة الشمس الذهبية فوق زجاج أحد النوافذ و اخترقها و نفذ إلى داخل تلك الغرفة يعطيها ضوءا لطيفا و صغيراتحركت و غيرت وضعية إستلقائها بتململ عدة مرات
حتى فتحت عينيها في نهاية المطافنظرت بملل إلى ما حولها و اعتدلت بجلوسها و تثائبت بنعاس ثم عاودت الاستلقاء و الاستغراق بأحلام اليقظة
ملامحها نعسة و وجهها متورم من النوم و أما شعرها فمبعثر كما لو أصابه تيار كهربائي !!
حتى إن بقيت بين الأغطية لعدة أيام أخرى لتنام و تبحر في مخيلتها لن تمل أبداً
و في النهاية نهضت بكسل و خطوات متباطئة إلى الحمام
تغسل وجهها بانزعاج من الماء البارد
و بملل حملت فرشاة أسنانها مكملة الروتين اليوميثم و بنفس الخطوات التي تتمايل مللاً و نعساً إتجهت إلى غرفتها و التقطت قطعة القماش متوسطة الحجم لكي تجفف وجهها
و فجأة نظرت إلى المرآة و هي تبعد القطعة القماشية عن وجهها ببطئ
و استغرقت التفكير ...
• هل يجوز للفتاة أن تكون غير ملمة بأمور العناية بالوجه و الجسم؟
• هل علي أن أتعلم وضع مساحيق التجميل؟
• أحب بعض الطرق الخفيفة لمساحيق التجميل لكن هل سأتمكن من تعلمها؟ هل ستلائمني؟ لا أعتقد ذلك... و على أي حال هل سأقوم بوضعها إذا ما تعلمتها؟
• أعتقد يجب أن أتعلم كيفية العناية بالبشرة ... لربما أبدو كفتاة و لو قليلا
ثم ألقت القطعة القماشية بضجر و إتجهت إلى خزانة الملابس الفوضوية و تعاود وضع ملاحظة ذهنية أخرى مفادها (يجب أن أجد بعض الوقت لكي أقوم بترتيبها )كانت ملامحها طفولية جميلة و لا يعكرها إلا حروق الشمس و بثور ما بعد البلوغ الجنسي و الشعر الزائد الذي يفسد شكل حاجبيها الجميلين
ذات جسد نحيل و قامة متوسطة تميل للقصر
و شعرها أسود طويل ... تستمر بقصه و يستمر بالنمو السريعلم تحب يوماً أن تشعر بالغيرة من أحد
بل تحتقر نفسها و أفكارها ما إن تقارن نفسها بفتاة أخرى
و لكن هنالك ذلك الشعور البغيض الذي يأتي ما إن يقارنها أحد ما بشخص آخر ... أو على وجه التحديد (بفتاة أخرى)تكره ذلك الألم الذي يأتي عند إزالة شعر الجسم و لا تتحمله
تحب أن يكون محيطها نظيفاً و مرتباً لكن لا تجد الوقت لذلك دوماً
تعلم أنها يجب أن تكون ملمة بأمور العناية بالمنزل و لكنها لا تحب ذلك ... فقط تجد أن الطبخ دون غيره من الأعمال المنزلية ممتع
عدوها الأوحد هو المسؤولية إذ تعاني صعوبة بتحملها
مع شعور دائم بالحزن و الفراغ و الخوف من الجميع و من المستقبل المجهول و عدم استقرار نفساني بسبب التفكير الدائم حيال( ماذا إذا لم أحقق أحلامي؟)

أنت تقرأ
حلم وردي
Rawakما يتمناه القلب الأعذر الحب بمفهومه الخاص من منظور صادق و طاهر الرجل الذي تحلم به كل فتاة ( أنت هو حلمي الوردي الذي حلمت به لليالٍ طوال حتى صار واقعاً مُعاشاً يعانق عقلي و يحتضن قلبي )