تحت شمس المنطقة الساخنة كان يتحرك بخفة و تباه أمام فتاة صغيرة ذات شعر أحمر و خدود منتفخة تحمل كتابا عن الأزهار و هي تتابع كثير النمش و حيله
"و هنا ينتهي عرض الأسبوع"
بدأت تصفق تكريما له مباشرة بعد نطقه لهذه الكلمات، أما هو فلم تتوقف ضحكاته التي غطت على احمرار وجهه"من أين تعلم الساحر كل هذه الحيل؟"
"يبدو أن فتاة الدراق فضولية جدا"
نظرت له بانزعاج طفولي لتجيب:
"أنت تريني دوما الحيل يا فريدي، دعني أراك تتدرب أيضا أرجوك! و ما قصة لقب فتاة الدراق من أين أتيت به؟"أمسك بيدها و بدأ بالركض متهربا من السؤال
"سنذهب لمكاني السري"
مسيرة طويلة لم يحس أي منهما بمشقتها بفضل الثاني، أخذت بهما الطرقات إلى برج الساعة القديم و صعدا تلك السلالم بخفة ليصلا غرفة ضيقة تحتوي على صندوق جميل، لم يكن قديما لكن كثرة استعماله برزت من قفله سهل الفتح
قام باستخراج كتاب أزرق مريها إياه قائلا:
"هذا دليل لجميع الخدع التي أعرفها، انظري إليه! جميع الخطوات مكتوبة بالحرف أليس عظيما؟"
حملت الكتاب و تفحصته قليلا، قلبت تلك الصفحات بعناية و لطف معهود
"أعلم أنك لست مهتمة بمثل هذه الأمور، تفضلين الأزهار هل أنا مخطئ؟ لكن فقط فكرت في أن الكتاب سيعجبك"
نطق الجملة الأخيرة ليتلون وجهه و يتعقد لسانه، لم يلزم الأمر تكهنا لمعرفة خجله فقررت الفتاة الحديث:
"صحيح أنني لا أفهم كثيرا بالحيل، لكنني أحب كيف أن فريدي يعرضها علي، أحب قضاء الوقت معك"
"ليكن هذا إذا مكاننا السري، دعنا نلعب هنا دائما، معا كأصدقاء للأبد"
"اتفقنا!"
------------كان يوما حارا من أيام أغسطس، صيف الريف الذي تقل فيه الحركة وقت الظهيرة، أغلب السكان تبنوا هذا الوقت للقيلولة إما في بيوتهم بسيطة الشكل أو تحت شجرة ما
ببعض الإنصات؛ يقال أنه في هذا الوقت ستسمع ضحكات ماثيو الصغير و تصفيقات ضعيفة الوقع من جدته العجوز. فمنذ أن جاء فتى السبع رباع هذا ليقضي عطلة الصيف و هو لا ينفك عن اللعب بأغراض جده و تقديم عروض سحرية لتلك العجوز
"لا أصدق أن جدي كان يتقن كل هذه الحيل الصعبة"
"كان يتدرب عليها من أن كان في سنك يا صغيري"ضحكت مارثا من حماس حفيدها، حماس أعاد لها بعض الذكريات
"هل جدي من اخترع كل هذه الحيل؟"
"بالطبع لا، كان دائما يبحث في كتابه عن خدع جديدة و يتعلمها بكل اجتهاد"
"أي كتاب هذا؟"
"الكتاب، كتاب أزرق مرسوم عليه قبعة الساحر تلك، يفترض أن يكون داخل صندوق جدك"
ركض مجددا نحو الغرفة التي جهزت له، صاعدا الأدراج الرثة بسرعة ليتفحص الصندوق من جديد
كان متوسط الحجم مصنوعا من خشب متين، يحوي الكثير من الخدوش أبرزت قدمه و ربما كثرة استعماله، و قد احتوى العديد من أغراض برز من بينها رداء أسود مهترئ قليل حافظ على جماله الطفولي
كان صندوقا كثير الأدوات، لكن ما من أثر للكتاب