في الجامعة
في طريقي المعتاد دائمًا إلى كليتي، نفس الوجوه نفس العمال، لم يتغير شيء، لكن لحظة ما هذا؟ أهذا الكشك الصغير الذي اعتدنا نسخ الأوراق عنده!!؟
هل يمزحون؟ ما الذي حصل؟ لماذا تحول إلى اللون الأسود فجأة؟
كانت الصدمة تعلو وجهي، إنه المفضل عندي، ماذا حصل لعم أيمن؟ هو هو بخير؟
كأن أحدًا ما سمع أفكاري وجاء الرد من خلفي يقول: لا تقلقي عم أيمن بخير، أمس هب حريق فجأة في الكشك بدون أي سبب، ولكن الغريب أن عم أيمن لم يجزع أو حتى ينصدم كأنه أعتاد هذا الأمر، والغريب إنه دخل إلى غرفة صغيرة خلف الكشك واطمأن على الآلة الكاتبة القديمة.
كان يتكلم وهو ينظر إلى الكشك المحترق وعندما ألتفت له نظر لي وأكمل بابتسامة: أليس لديك فضول لما حصل يبدو أنه هناك شيء مريبٌ في هذه الغرفة ما رأيك أ....
وقبل أن يكمل جملته نظرت له باستغراب وريبة منه وتمتمت وأنا ذاهبة : من هذا المجنون.
عندما دخلت مدرجي واتجهت إلى مكاني المعتاد وجدت هذا المجنون أقصد الشاب يجلس هناك، أجل تذكرت أنه معي في الكلية ودائمًا كان يجلس بجانبي ولكني لم ألحظه عن قرب من قبل ولم نتحدث مع بعضنا.
انقطعت أفكاري عندما دخل البروفيسور وجعلنا نهدأ ليبدأ درسه.
.
.
"هل تعتقد أن الحريق قام بسببنا؟"
"هل أنت أحمق، لم نفعل شيئًا"
"و و و لكن ألم ترى م م م ما حصل لقد أحترق الكشك والغرفة احترقت أمام أعيننا و و ولكن الآن الغرفة كأنها لم تمس، و و و تلك الآلة اللعينة"
قاطعه بخوف: " اصمت اصمت لا تأتي بسيرة تلك الملعونة أتريد أن يسمعنا أحدًا ما"
" هدوووووء" قالها البروفيسور
صمتا الشابان ولكنها سمعت كل شيء لأنهما كانا يهمسان وراها
.
.
.
-منى
ألتفت له : نعم
-أتريدين..
-أنا لا أهتم
-انتظري، قالها وهو يمسك يدي
نظرت إلى يده التي تمسكني ثم نظرت له
شعر بالحرج ونزع يده بسرعة ووضعها خلف رقبته واعتذر مني وهو ينظر في اتجاه آخر
ثم نظر لي
- ألا تشعرين بالفضول ولو قليلًا؟
-لما أنا؟ ابحث عن أحد آخر
-لأنك سمعتي ضحكات الأطفال من قبل لهذا..
قاطعته بصدمة
- كيف عرفت؟
ابتسم قليلًا - لأني سمعت صوتهم أيضًاوجدت نفسي أمام الكشك المحترق ولا أعرف كيف خضعت لحسام ليأتي بي إلى هنا
نظر لي وقال: أتريدين الدخول واستكشاف الأمر؟
- هل سيسمحون لنا بالدخول؟
- لا تقلقي لا أحد يتجرأ دخولها منذ سنوات، من قبل عم أيمن كان يمنعنا من الدخول أما الآن لا أحد سيمنعنا
دخلنا الغرفة، كانت غرفة صغيرة خشبية، لا أعلم ماذا تفعل هذه الغرفة هنا، كأنها صُنعت في أوائل الألفيات، لا يوجد بها سرير ولا حتى نافذة، فارغة تمامًا إلا من طاولة خشبية متوسطة وعليها آلة كاتبة قديمة، بجانب الكاتبة بعض الأوراق القديمة، أكاد أجزم أن تلك الأوراق أقدم من جد جدي، يتخلل الغرفة بعض النور الذي يجعلك تميز فقط شكل الغرفة
ولكن لحظة لما لا يوجد هيكل لهذه الغرفة من الخارج؟ تدخل إلى الغرفة من داخل الكشك الصغير ولكن من الخارج يظهر الكشك وخلفه الحديقة، كيف لهذه الغرفة ألا تظهر من الخارج؟
قاطع حسام أفكاري
-منى هل تسمعينني؟
-ها!
-قلت أرأيت كيف أن الغرفة لم تمسها النار رغم أن الكشك كله احترق و
-وهي خشبية فإذا هي يمكن أن تحترق من أقل شيء
ابتسم وهو ينظر لي :- أجل
عندما هممنا بالخروج ظهر الشابان الذان كانا يهمسان خلفي، أجل اعرفهما فهما "وليد وزياد "مهرجا الدفعة
ولكن لما يبدو عليهما الذعر عندما رأونا
وليد: هل هل، ماذا تفعلان هنا؟
حسام: لقد شعرنا بالفضول فقط ناحية هذه الغرفة
زياد: لا لم تشعرنا بالفضول، أنتما سمعتما صوت الأطفال أيضًا
حاولت أن أجعلهما يتحدثان أكثر : صوت الأطفال؟
قال وليد بانفعال:أجل صوت الأطفال الذين يضحكون وهم يلعبون، إنهن خمس فتيات وصبي أنتما تعرفان هذا.
صمت وليد وكأنه قال أكثر من اللازم
صمتنا جميعًا والتفكير يملأ عقولنا، كيف لنا أن نسمع جميعنا نفس الصوت؟ سألت : هل سمعتم تلك الأصوات في أحلامكم؟
هز الجميع رأسه بالإيجاب
- منذ متى؟
حسام : منذ شهرين بدأت أحلم بمكان مغلق وكانت الآلة الكاتبة موجودة في هذا المكان وسمعت ضحكات أطفال حتى الآن
زياد ووليد: وأنا أيضًا
ثم نظروا لي منتظرين تأكيدي مثلهم
- مثلكم ولكني مختلفة قليلًا، كنت اسمع ضحكاتهم، ثم صراخ وبكاء
لم أكمل جملتي لأن وليد ظهر على وجهه الفزع ولم يستطع أن ينطق بأي كلمة كأنه ابتلع لسانه ولكنه أشار بيد مرتعشة ورائي أنا وحسام
ألتفتنا ونظر معنا زياد
اتسعت أعيننا ولم نستطع التحدث أيضًا
كأن الشلل أصابنا ولم يستطع حتى وليد إنزال يده
كانوا ستة أطفال
خمس بنات وصبي واحد
يجلسون في دائرة، وفي منتصفها أوراق لعب يلعبون، أعمارهم لم تتجاوز الست سنوات، يلبسون ثياب خصصت للنوم كما كان يلبسها الأطفال في الماضي.
نظر لي الصبي، كانت عيناه غريبتان، كأنه يقول لي اهربي، لا انتظري انقذيني، ثم أكمل لعب معهم،
كان جميع الأطفال عاديين بإستثناء أعينهم، لم تكن موجودة، حتى الصبي، عيناه اختفت عندما أشاح النظر لي.
.
.
.
-ماذا تفعلون هنا؟
قطع حارس الأمن صدمتنا
وليد: ءءءءء نحن ء
قاطعه حسام وهو يرجع وليد خلفه : آسف يا سيدي كنا فقط فضوليين، اعتذر سنخرج الآن.
نظرت خلفي وأنا أخرج ما زلت أراهم، نظرت إلى حسام فأماء لي أنه ما زال يراهم.
زياد:معذرة يا سيدي، هل ترى أي شيء في هذه الغرفة؟
حارس الأمن: ها! لا يوجد أي شيء غير الطاولة والآلة الكاتبة.
خرجنا ونحن ما زلنا في حالة رعب وصدمة مما رأيناه منذ قليل.
اجتمعنا في كافتيريا الجامعة
جلس أربعتنا حول طاولة والصمت يعم بيننا
بدأ الكلام حسام : هؤلاء الأطفال، كان هناك شيئًا غريبًا بهم
نظرنا له وأكمل : تلك الملابس لم تكن من نفس الزمن
وليد: هل أنت مجنون؟
أكملت أنا :هو محق، كأن كل طفل ينتمي إلى حقبة زمنية مختلفة، زياد لما أنت صامت؟
قال زياد وهو ينظر للفراغ: أعين الأطفال لم تكن موجودة، ولكن لكن هناك طفلة نظرت لي
نظرنا له وأعيننا متسعة، إذا لم أكن وحدي من نظر إليه طفل من الأطفال
سألته: أي طفل نظر لك يا زياد؟
- طفلة لم يكن الطفل، تلك الشقراء اللي كانت بجانب الصبي على يمينه، كانت بلا أعين ولكن عندما نظرت لي كانت أعينها موجودة.
وليد: و وأنا وأنا نظرت لي الطفلة التي كانت بجانب الشقراء، التي لديها شعر أحمر وثوبها كان وردي وأيضًا لم يكن لديها أعين حتى نظرت لي
حسام : أما أنا نظرت لي تلك الطفلة ذات الشعر الأسود اللي كانت على يسار الصبي.
ثم نظروا جميعًا لي
- نظر لي الصبي وكأن عيناه تطلب مني المساعدة أو الهرب.
صمتنا مرة أخرى وكأن على رؤوسنا الطير
لماذا نظر لي الصبي؟ لماذا نظر لنا هؤلاء الأطفال؟ هل حقًا لم تكن مخيلتنا؟ إذا هل رأونا أيضًا؟ لماذا الحارس لم يرأهم؟ هل هذا بسبب الحلم؟ ما أمر تلك الآلة الكاتبة؟
أنت تقرأ
الغرفة THE ROOM
Horrorغرفة صغيرة مجهولة، داخلها الكثير من الأسرار لم يكتشفها أحد، آلة كاتبة قديمة تحدد مصيرنا، يقع الاختيار علينا لكشف تلك الأسرار وإنقاذ أرواح أولئك الأطفال، ولكن ماذا سيحدث لنا إذا... (رواية قصيرة)