الغرفة THE ROOM

الفصل الرابع

نظرنا بعدم الفهم لما يقول، هل هناك قبلنا من حدث له هذا؟ منذ متى وهؤلاء الأطفال يظهرون؟ ما الأمررررر!!!
حسام: عم أيمن أرجوك وضح لنا ما تقول لا تكن مبهمًا هكذا.
أماء الجميع رأسهم موافقين حسام في قوله
قال عم أيمن وهو ينظر لنا : لا أعلم لما تم اختياركم ولكنهم يبحثون عن ما ينقذهم مما هم فيه
قاطعته: تقصد الأطفال؟
-نعم يا منى، من أين ابدأ؟ امممممم سابدأ بشكركم جميعًا لمساعدتكم لي في يوم من الأيام، كنتم حقًا خير مساعدين لي، أما ما يحدث فهي قصة طويلة سأوريها لكي تفهموا كل ما يحدث حولكم
.
.
.
قبل 110 سنة كانت هناك عائلة نبيلة تعيش في قصر كبير ولكن لم تُرزق إلا بابن واحد فقط وكان وحيد وبدون أصدقاء
كان دائمًا يلعب في غرفة الحديقة، كانت غرفة صغيرة بجانب غرفة المزارع قد بناها له والده لكي يلعب فيها كما يشاء ويضع من الألعاب ما يريد، ولكن هذا الطفل لم يستطع تكوين الصداقات، كلما حاول هرب الجميع منه، ليس لأنه قبيح بالعكس، كان فريد طفل جميل ورث جمال أمه، ولكنهم كانوا يهربون عندما يسمعون منه ماذا يريد أن يلعب معهم..
قاطعته علياء بفضول: ماذا كان فريد يريد أن يلعب معهم؟
نظر لها عم أيمن وقال : يريد أن يعلقهم في حبال ويضر بهم كي تنزل منهم.
الحلوى، لأنه كان يعتقد أن الأطفال مصنوعون من حلوى.
صدمت علياء مما سمعت وصمتت كأن القط أ كل لسانها
أكمل : بقي فريد وحيدًا إلى أن أتم الخامسة عشر وهو منعزل بعيد عن والديه والجميع، كان لا يذهب للقصر إلا للنوم؛ بل أحيانًا ينام في غرفة الحديقة الخشبية.
بدأ الأمر عندما طلب من والده آلة كاتبة لأنه يحب كتابة القصص وبالفعل حصل عليها بعد ساعات فقط
عندما كان يعبث في مكتبة والده وجد كتاب أسود غريب فنال منه فضوله وأخذه لغرفة انعزاله وبدأ بقراءته،
كان دائمًا حلمه الوحيد أن يجد أحدًا يلعب وكانت هذه أمنيته وهو يقرأ الكتاب إلى أن وجد فجأة أن آلته الكاتبة بدأت تكتب بمفردها جمل غير مفهومة وغريبة
بدأ بقراءتها بفضول إلى أن انتهت الآلة من الكتابة
بعدما انتهت من الكتابة انطفأت أنوار الغرفة إلا شمعة صغيرة بجانب الآلة وبدأت تكتب بسرعة : لقد أتممت العقد بنجاح سأحقق لك أمنيتك التي تريدها بشدة.
قاطعه زياد : أذلك الكتاب...
عم أيمن :أجل كان لاستدعاء الأرواح والشيا طين
صمتنا جميعًا من الصدمة، إذا الآلة ممسوسة
قطع عم أيمن افكارنا بإكماله:
عندما كان فريد منعزل في غرفته مع آلته، مرضت والدته بشدة ولم تستطع رؤيته قبل وفاتها، بل فريد لم يعلم بوفاتها من الأصل إلا بعد انت حار والده، وهو ما زال جالس في غرفته المغلقة لا يرى نور الشمس حتى
.
.
قاطعت عم أيمن: أعذرني يا عم أيمن، من أين لك بكل هذه المعلومات؟
نظر لي بابتسامة باهتة : سأخبرك عندما انتهي
ثم أكمل : استقال موظفوا القصر بعد وفاة أصحابه وفقدانهم الأمل في فريد
أصبح القصر مهجورًا ورث وقديم، إلا الحديقة، لأن المزارع لم يفقد الأمل في فريد أن يخرج من غرفته، أراد أن يخبره بأنه بجانبه دائمًا، بل وأخبره بوفاة والديه عن طريق رسائل تُلقى تحت باب الغرفة، ففريد له الفضل الكبير في تعليم المزارع البسيط القراءة والكتابة عندما يكونان في الحديقة معًا.
تركت عائلة المزارع القصر ورحلت بعد رفض المزارع الرحيل وترك فريد، فقد مرت 12 عامًا وهو منعزل، يسمع أحيانًا ضحكات أطفال يلعبون داخل الغرفة وأحيانًا صرخاتهم وبكائهم.
مات المزارع بعد ثلاث سنوات على أمل خروج فريد ولكن ظنونه قد خابت ومات فاقد أمله.
أحمد : كيف دخل الأطفال الغرفة ولم يخرج منها فريد؟
عم أيمن : الشيطان الذي مس هذه الآلة أتاح لفريد الانتقال عبر الزمان والمكان لإقناع الأطفال بالمجيء معه، وإن رفضوا يختطفهم بالقوة
ولكي لا يهربوا منه  *توقف كأنه تردد في قولها، ثم تنهد وقال* كان يقتلع أعينهم.
صرخت علياء في رعب وبدأت بالبكاء عندما تخيلت الأطفال تُقتلع أعينهم وبدى على الجميع الرعب والصدمة مما فعله فريد
أنى له بهذه الجرأة لفعل هذا؟ حتى وإن مسه شيطان، أيتقلع أعين الأطفال؟
كان جسدي يرتعش بشدة وبدأت دموعي تتسرب من مقلتي، أقسم أن الجميع لابد أنهم بكوا لحظتها.
لم يستطع عم أيمن الإكمال وأمرنا بالعودة لتأخر الوقت على وعد أننا سنتجمع مرة أخرى لإكمال اللغز
لعله شعر بنا وبما حدث لنا، عندما كنا نغادر وقع نظري على أوراق صفراء قديمة على منضدة بجوار الباب
نظرت لعم أيمن فإذا هو شارد الذهن، فأخذت تلك الأوراق بدون ملاحظة أحد، لأنهم جميعًا كانوا في عالمهم الخاص.
.
.
.
.
عند خروجنا توقفنا لحظة كأننا نسينا طريقنا إلى بيوتنا، أعين شاردة وباكية، نظرت لحسام وقلت: أنت تعيش في شقة لوحدك صحيح؟ 
نظر لي نظرة *ماذا تريدين*
أخرجت الأوراق التي سرقتها من حقيبتي ولوحت بها قائلة: أتريدون إكمال القصة؟

يتبع...