6.لمسةٌ واحدةٌ صادقةٌ

1.8K 120 82
                                    

لا أعلم كم من الوقتِ قد مر ، ولكن مضى الكثير للحدِّ الذي شعرتُ بإزرقاق أطراف أصابعي من شدةِ البرد وأنا أنتظرُ أن تأتي أمي للمنزل

أجلسُ على العتبة كمشرد ضائع ،كجثة لداشر،أضمُ قدماي لصدري كمن يخشى على روحه من الهرب ، و آه يالا سخرية القدر أنا لا أملك مفتاحاً للباب ،تماماً كحياتي فأنا مالكها ولكنها مقفلة كهذا المنزل البائس

أمي..

ناديتها بلهفة حالما رأيتها مُقبلة ورغم الالم في أطرافي إلا أنني ركضت نحوها ، وهي كحلم هش تكسر فوق روحي مرت من أمامي وكأنني غير مرئي ، عُدت أسير خلفها ببطئ، أمسك معصمها

أُمي أرجوكِ ، لا تفعلي !

رجوتها ببؤس، ولم تصغي إلي ،توقفتُ عن اللحاق بها

أعتذر

توقفتْ ومازالتْ تقابلني بظهرها فاردفتُ

اعتذر لأنني افتريت على دونالد اقسم انني لن اقول لك شيء سيء عنه مرة اخرى

وأدركتُ أن بإعتِذاري هَذا ، لن يَكفيني أيُّ إعتذر آخر
ولو كان من ثَغر الدُّنيا ذَاتِها

تقدمت منها أمسك كفها الذي تَركني في كل مرة تمسكت به

أعتذر ارجوكِ لا تتركيني

لا تفلتيني

عيناي مُعّصبة ، من يرشدني؟

لا تتركيني إن فعلتي من يُمسكني؟

بصوتٍ خافت مَعدوم

اذهب تايهيونق

أفلَتتْ فؤادي من بين يديها وأغلَقتِ الباب في وجهي ،خارت قواي الغير موجودة ، ولم أبكي!

هناك شيء في داخلي تدمر للحد لذي لم أعد قادراً فيه على البكاء ، شيء انتحبَ حتى انتهى واندثر...

فاستقمتُ بغضب وكأن داخلي لهيب لا يهدئ لا ينطفئ يتأجج مع الريح حتى وإن داعبت أطرافه ، أمسكتُ حجراً بيدي وضرت باب المنزل بقوة

اللعنة عليكِ ،اللعنة على أمّ مثلك اللعنة

صرخت بقوة لم أمتلكها من قبل ،لأنني أعلم إن لم أصرخ الآن سأبقى كل الدهر في بُكمِ الندم، وقبضت يدي أضرب به باب منزلها المقرف ،اللعنة عليهم!

نورُ النفقِ |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن