10. الحياة، حياةٌ واحدةٌ

1.7K 113 138
                                    


ونحن؟ هالِكّونَ مثلَ غيرنا، بالخوفِ ، بالإعتياد ، بفقدانِ الشعور...بأي وسيلةً من الوسائل بيدْ القتلة الأخفياء ، وزمنُ مكوثنا في مآسينا؟ مِثل زمنِ مكوثِ الشعاعِ العابر قبةَ السماء .

كان ما قدْ رماهُ بين قدمايَّ شعرٌ بنيّ ،فعدتُ أنظرُ إليه وفي وجهِه المسودَ ملامحُ المكرِ والحقد قد سكن.

إنه شعرُ والدتكَ

وارتجفتْ أطرافي ؛ بل خارَ كل الثبوتٍ في جسدي

وصدقني كنتُ استمتعُ بنحيبها حين اقتصَصتُ من شعرِها

ويالا الذعرَ الذي أصابَني بمجرد تخيل ذلك، ياللوجع الذي استحلَّ أطراف قلبي وسخر من تشققاته.

وكانَ صُراخها حين اغتص...

ولا أدري كيف ولكن حدقتُ بتعابيره المتألمة حين لكمتُه على أنفه ،فصرخ متوجعاً ثم قبض عليهِ يوقفُ الدماءَ

أنفاسي تخرجُ مُحترقة ولم أتوقف بل تقدمتُ أشدهُ من ياقتهِ نحوي، حدقتُ بضحكتهِ الممتلئة بالدماء، لكنهُ قطع شرايين الشجاعة حين نطق بهمسٍ في أُذني

وبتاتاً ،ثم بتاتاً لن أتوقفَ سوا حينَ أكون بين قدميكَ

ودفعتهُ بعيداً أحدق به بأعينٍ مُتسعة ، هذا ليس ببشر!! بل والربْ إنه لمن الشياطين !!

خرجتُ سريعاً بأقدام مُرتجفة ، أحدقُ بالممرات ، الساحات ، الثلج ، السماء ، أبتغي الهواءَ أنا اختنق ، أيها الرب متى سينتهي الوجع ؟ مالذي فعلته؟ أيها الرب أرجوك أجبني ما هذا بحصاد لزرعي؟!!

رب أنني متعبٌ فاستقبلني بأذرعٍ مُنبسطة أنني أصارع اللحظةَ خلف الأُخرى ولا أعلم لم لا أزال ابتغي العيش ،هي حياة واحدة ،موت واحد، جسدٌ واحد فلِم الوجع كثير؟!

خرجتُ هائماً لا أدري متى انتشلتُ حقيبتي أو كيف بدأت بالركض ،ولكني رأيتُ خطواتي تتسابق الواحدة خلف الآخرى هارباً من نفسي أم باحثاً عنها لا أدري ، ولكنني للمرة الأولى أركضُ نحو شيء.

شعرتُ بالألم الفتاقَ في رأتايَّ لشدة برودة الهواء، ولكن جسدي يحترق نعم،  نعم  ، أشعر بذي أذوب في نيران تُحيطني، ولكن حتى إحتراقي حزين ،أحترق دون دخانٍ يُخبر عني ،أحترق وحدي ونيراني لم تمسَ أحد غيري ،كان ولازال إحتراقي مسالماً.

تجاهلتُ صراخ إيملي باسمي واسرعتُ أصعد الدرجَ ،فتحتُ الغرفة بقوة سريعة وانهرت استند على الباب ودفنت رأسي بين قدماي سريعاً أرتجي أن يتوقف ارتجافُ جسدي

نورُ النفقِ |TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن