الجزء الثاني عشر

868 98 8
                                    

الجزء الثاني عشر
من رواية:حضرت المحامي
بقلمي:
نورهان خالد
الأقدار السعيدة في طريقها إليك

وما ان فتحت الباب حتى جحظت عيناها وهي تحاول استيعاب ما ترى
نظرت إلى يمينه فأخذت الصدمه الثانيه، والصدمه الثالثه حين نظرت إلى يساره.

"أنت...
وقبل ان تكمل كان والدها يقف خلفها ويصدر كلمات الترحيب لهم
"تعالى اتفضل يا استاذ حمزة.. اتفضلوا حضرتكم منورين"

انغمرت في صدمة عميقة. اصبحت اللحظة مليئة بالمشاعر المتضاربة، فقد تكون مشاعر الدهشة والارتباك سائدة. أو مشاعر السعادة لرؤية الشخص الذي تعرفه جيدًا، وبين القلق من تأثير هذا الاكتشاف على ما سيحدث بالداخل.

القى نظره سريعه عليها وهو يدخل ليرى في عيناها حجم الصدمه التي تعرضت لها فتنحنح قائلاً
"السلام عليكم"
ظلت عيناه مصوبه عليها حتى تجاوب سلامه ولكنها ظلت تناظره بصدمه حتى دخل إلى الغرفة بصحبة عائلته.

رفع عيناه إلى محتوى الغرفه التي أشار عليها والد عاليه لكي يدخلها فوجد "آسر" أمامه فألقي السلام عليه
"السلام عليكم"
تجاوب معه "آسر" ونهض يصافحه هو وعائلته ثم جلس كلا منهم في مكانه.

كانت لازلت واقفه مكانها ولكنها خرجت من صدمتها حين سمعت والدها يقول
"اعملي أي عصير وادخلي"
اتجهت بصمت داخل المطبخ وعيناها مازلت تحمل الصدمه.

شعرت بدهشة كبيرة. وجدت نفسها في موقف غريب ومحرج، حيث اكتشفت أن المحامي الذي يدافع عنها في القضية هو الشخص الذي سيصبح زوجها. كانت هذه اللحظة مليئة بالمشاعر المتضاربة بالنسبة لها، فكيف ستتعامل مع هذا الموقف الصعب؟
وبينما كانت تحاول تجاوز هذه المفاجأة، بدأت تتساءل عن مشاعرها تجاه هذا المحامي الذي كان يقف إلى جانبها في القضية. هل ستتمكن من تجاوز هذا الصدمة وبناء علاقة زوجية معه؟
كانت تلك اللحظة لحظة فارقة في حياتها، مليئة بالتساؤلات.
فلماذا اختارها هي، لماذا لم يقول لها عندما كانت معه؟

وعندما تذكرت القضيه صرخت بزعر فمن الممكن أن يحكي لوالدها ما حدث وحينها سيكون عقابها كبيراً.
فأمسكت أكواب العصير التي صنعتها وهي تفكر ونظرت نظره سريعه إلى ملابسها، فكانت ترتدي فستاناً وردياً وحجاباً من اللون الأسود.
خرجت سريعاً خارج المطبخ فقابلت شقيقتها أمامها تقول
"هتعملي أي" ؟
اجابتها وهي تنظر إلى الغرفه الجالسين بها
"هدخل"
وتحركت تجاهها فأمسكتها "ياسمين" سريعاً وقالت
"استني طيب هدخل معاكي"
وافقت على اقتراحها فهي بالحقيقه كانت تشعر بالتوتر فتمسكت جيداً بحامل الأكواب ودخلت مع شقيقتها.

كانت تحمل أكواب العصير بأناقة على يدها، وجمالها لمع كالنجمة في تلك اللحظة الساحرة. كانت تبدو ساحرة ومذهلة، مليئة بالجمال والأنوثة.
هكذا رأتها والدة "حمزة" التي قالت
"بسم الله ماشاء الله، الله اكبر عليكي يا حبيبتي"
ابتسمت "عاليه" بخجل ومالت عليها بأكواب العصير تقول
"شكراً لحضرتك، اتفضلي"
امسكت كوب العصير بابتسامة سعيده بأختيار ابنها فاتجهت "عاليه" خطوة بعدها إلى والد حمزة وقالت له بابتسامه خجوله
"اتفضل يا عمو"
فأخذ كوب العصير منها، لتتجه بعدها إليه.. إلى ذلك الذي كان يطالع الأرض.

حضرت المحاميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن